وادعون فرحون، تتوكفون الأخبار، وتنكصون عند النزال على الأعقاب، حتى أقام الله بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عمود الدين.
فلما اختار الله عز وجل له دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهرت حسيكة (١) النفاق، وانسمل جلباب (٢) الدين، وأخلق ثوبه، ونحل عظمه، وأودت رمته (٣)، وظهر نابغ، ونبغ خامل، ونطق كاظم، وهدر فنيق (٤) الباطل يخطر (٥) في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من معرسه (٦) صارخا بكم فألفاكم غضابا، فخطمتم (٧) غير إبلكم، وأوردتموها غير شربكم بدارا (٨) زعمتم خوف الفتنة ﴿ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين﴾ (9).
هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، فهيهات منكم، وأين بكم، وأنى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، زواجره لائحة، وأوامره لامحة، ودلائله واضحة، وأعلامه بينة، وقد خالفتموه رغبة عنه، فبئس للظالمين بدلا، ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها، ويسلس قيادها، تسرون حسوا بارتغاء (10)،