زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟ قال: نعم قال: فأنت أكثر أيامك صامت، فقال: ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي (عليه السلام):
يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل سورة التوحيد (قل هو الله أحد) فمن قرأها مرة قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ومن قراها ثلاثا فقد ختم القرآن، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده قد استكمل الإيمان، والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار وأنا أقرأ (قل هو الله أحد) في كل يوم ثلاث مرات فقام وكأنه قد ألقم حجرا (١).
[١٠٢٩٨] ٢ - الصدوق، عن الطالقاني، عن الجلودي، عن المغيرة بن محمد، عن رجاء بن سلمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال:
خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالكوفة بعد منصرفه من النهروان وبلغه أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ثم قال: لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا يقول الله عز وجل ﴿واما بنعمة ربك فحدث﴾ (2) اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى وفضلك الذي لا ينسى يا أيها الناس إنه بلغني ما بلغني وإني أراني قد اقترب أجلي وكأني بكم وقد جهلتم أمري وأنا تارك فيكم ما تركه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاب الله وعترتي وهي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء وسيد النجباء والنبي المصطفى، يا أيها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلا مفتر وأنا أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عمه وسيف نقمته وعماد نصرته وبأسه وشدته أنا رحى جهنم الدائرة، وأضراسها الطاحنة، أنا موتم البنين والبنات أنا