أعرفهم ولم أر قوما أحسن زيا منهم ولا أحسن سيماء منهم كأن الطير على رؤوسهم ثم دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فجعل يحدثنا بحديث فخرجنا من عنده وقد فهم خمسة عشر نفرا منا متفرقوا الألسن منها اللسان العربي والفارسي والنبطي والحبشي والسقلي، قال بعض: ما هذا الحديث الذي حدثنا به؟ قال له آخر من لسانه عربي:
حدثني بكذا بالعربية، وقال له الفارسي: ما فهمت إنما حدثني كذا وكذا بالفارسية، وقال الحبشي: ما حدثني إلا بالحبشية، وقال السقلي: ما حدثني إلا بالسقلية، فرجعوا إليه فأخبروه فقال (عليه السلام): الحديث واحد ولكنه فسر لكم بألسنتكم (1).
[9963] 9 - القطب الراوندي رفعه وقال: روى أحمد بن قابوس، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل إليه قوم من أهل خراسان فقال ابتداء: من جمع مالا يحرسه عذبه الله على مقداره، فقالوا بالفارسية: لا نفهم بالعربية، فقال لهم: «هر كه درم اندوزد جزايش دوزخ بأشد» وقال: إن الله خلق مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب على كل مدينة سور من حديد فيها ألف ألف باب من ذهب كل باب بمصراعين وفي كل مدينة سبعون ألف انسان مختلفان اللغات وأنا أعرف جميع تلك اللغات وما فيها وما بينهما حجة غيري وغير آبائي وغير أبنائي بعدي (2).
[9964] 10 - القطب الراوندي رفعه وقال: روى عن أبي هاشم كنت عند أبي الحسن (عليه السلام) وهو مجدر فقلت للمتطبب: «آب گرفت» ثم التفت إلي وتبسم وقال: تظن أن لا يحسن الفارسية غيرك، فقال له المتطبب: جعلت فداك تحسنها، فقال: أما فارسية هذا فنعم، قال لك: احتمل الجدري ماء (3).
في معرفة الأئمة (عليهم السلام) بجميع اللغات راجع إن شئت بصائر الدرجات: 333 و 337، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 227.