فخرجت فنظرت في الصحراء فلم أر أحدا فندمت ندامة شديدة.
فلما أتاني صاحب الحجرة، سألني عن حالي وتحير في أمري فأخبرته بما جرى فتحسر على ما فات منه ومني، ومشيت معه إلى الحجرة.
قالوا: فكان هكذا سليما حتى أتى الحاج ورفقاؤه، فلما رآهم وكان معهم قليلا، مرض ومات، ودفن في الصحن، فظهر صحة ما أخبره عليه السلام من وقوع الامرين معا.
وهذه القصة من المشهورات عند أهل المشهد، وأخبرني به ثقاتهم وصلحاؤهم.
*: إثبات الهداة: ج 3 ص 708 ب 33 ف 16 ح 163 - عن البحار، مختصرا.
*: منتخب الأثر: ص 413 ف 5 ب 2 ح 2 - عن البحار.
* * * [1423 - السيد علي بن عبد الحميد: على ما في البحار.] * *: البحار: ج 52 ص 175 ب 24 - ومنها ما أخبرني به والدي رحمه الله قال: كان في زماننا رجل شريف صالح كان يقال له: أمير إسحاق الأسترآبادي، وكان قد حج أربعين حجة ماشيا وكان قد اشتهر بين الناس أنه تطوى له الأرض.
فورد في بعض السنين بلدة إصفهان، فأتيته وسألته عما اشتهر فيه، فقال: كان سبب ذلك أني كنت في بعض السنين مع الحاج متوجهين إلى بيت الله الحرام فلما وصلنا إلى موضع كان بيننا وبين مكة سبعة منازل أو تسعة تأخرت عن القافلة لبعض الأسباب حتى غابت عني. وضللت عن الطريق، وتحيرت وغلبني العطش حتى آيست من الحياة.
فناديت: يا صالح يا أبا صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله فتراءى لي في منتهي البادية شبح، فلما تأملته حضر عندي في زمان يسير فرأيته شابا حسن الوجه نقي الثياب، أسمر، على هيئة الشرفاء، راكبا على جمل، ومعه أداوة، فسلمت عليه فرد علي السلام وقال: أنت عطشان؟ قلت: نعم فأعطاني الإداوة فشربت ثم قال: تريد أن تلحق القافلة؟ قلت: نعم، فأردفني خلفه، وتوجه نحو مكة.
وكان من عادتي قراءة الحرز اليماني في كل يوم، فأخذت في قراءته فقال عليه السلام في بعض المواضع: إقرأ هكذا، قال: فما مضى إلا زمان يسير حتى قال لي: تعرف هذا الموضع؟
فنظرت فإذا أنا بالأبطح فقال: انزل، فلما نزلت رجعت وغاب عني. فعند ذلك عرفت أنه القائم عليه السلام فندمت وتأسفت على مفارقته، وعدم معرفته فلما كان بعد سبعة أيام أتت القافلة، فرأوني في مكة بعد ما أيسوا من حياتي فلذا اشتهرت بطي الأرض.
قال الوالد - رحمه الله -: فقرأت عنده الحرز اليماني وصححته وأجازني والحمد لله.