فالأحداث التاريخية المخالفة لعلي بن أبي طالب تشهد بان الفتن المقبلة من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واحدا بعد واحد تدور حول الخلافة والملك ولذا قال (عليه السلام) في خطبة له حين بايعوه بالخلافة:
أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء الا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز (1).
ولعمري إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) هو فوق الخلافة وأعلاها، وما هو بقولي بل عرفها الخصم بأن علي ابن أبي طالب زين الخلافة ولا الخلافة زينة له (2) وقال الآخر في حقه عند قدومه الكوفة:
والله يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك وهي كانت أحوج إليك منك إليها (3).
كل هذه الفتن إلى غيرها مما ماج بالعالم الاسلامي في تلك الفترة كانت أمورا مهيئة وموطئة لارتكاب جريمة أفظع وأشنع، وكانت بمثابة المقدمة لظاهرة الوضع في الحديث حيث تجرأ بعض من لا خلاق له على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقول عليه كذبا، وقد بدأت في هذه الفترة تتحول الخلافات بين الطوائف المختلفة بجعل آرائهم شرعة، آراء يخضعون لها آيات القرآن الكريم