محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، فليس من الصواب نسبته إليه، لأنه أخذ كتاب المغازي من كتاب " المصنف " لعبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفى 211 ه لان أكثر الأخبار التي أوردها الصنعاني في كتاب المغازي من رواية الزهري، إذ نقل من طريقه ما يزيد على مائة خبر من أخبار السيرة ومعظمها عن " معمر بن راشد " من تلاميذ الزهري، لكن ما حفظه عبد الرزاق من روايات الزهري لا يساوي ثلث رواياته التي حفظه ابن سعد في طبقاته، فعلى ذلك ليس من الصواب القول بأنه جمع كل روايات الزهري ولا أن كتاب المغازي من كتاب " المصنف " يحوي كتاب الزهري في المغازي، كما زعم الدكتور سهيل زكار (1).
وقد ذكرنا في محله من هذا الكتاب ان للبخاري زهاء الفين من الأحاديث المختلفة التي رواها الزهري عند تدوين السنة وقد اختص مؤلف كتاب: " رواية الشاميين للمغازي " عمدة كتابه بذكر أخبار الزهري في المغازي مع الإشارة إلى منشأ الإسرائيليات في رواياته ومرد ذلك أنه كان عالما باخبار الأنبياء وأهل الكتاب (2) فأورد في السيرة النبوية قليلا منها أخذه عن اليهود والتوراة والنصارى، وعن طريق مسلمة اليهود وبعض الصحابة الذي كان لهم معرفة بالإسرائيليات (3)...
* * *