خارج قصص سيف، بل كان شأنها شأن سائر أبطال القصص الموضوعة يمتد وجودها بامتداد القصة فحسب، وإن أقدم من أدخل تلكم الأسماء في عداد أصحاب النبي ممن بقي مؤلفه بمتناول أيدينا هو أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي المالكي (ت 363 - 463 ه) في كتابه الاستيعاب، وقد صرح هذا المؤلف في آخر كتابه 4 / 43 عند انتهائه من تأليفه وقال: " فهذا ما انتهى إلينا من الأسماء والكنى في الرجال والنساء من أصحاب رسول الله (ص) ممن روى أو جاءت عنه رواية أو انتظم ذكره في حكاية تدل على أنه رأى رسول الله (ص) مولودا بين أبوين مسلمين أو قدم عليه أو أدى الصدقة إليه، وقد جاءت أحاديث عن رجال منهم لا يذكرون بنسب ولا كنية ولا يسمون، وعن نساء لا يعرفن إلا بجدة فلان أو عمة فلان ونحو ذلك، وما انتهت إلينا معرفته من ذلك كله فقد ذكرناه "... الخ.
وما أكثر الأسماء التي لا تعرف بنسب ولا كنية في قصص (سيف)، على أنه في بعض الموارد يلحق الاسم الذي يضع له قصة بنسب صريح، فيقول: (فلان الفلاني) أو يقول: (ابن فلان) أو (أخو فلان) فيخفى أمره على المترجمين والنسابين، وقد يحرف اسم شخص محقق الوجود فيلبس أمره على الباحثين ويشوش عليهم بحثهم. والامر في كل ذلك هين على (سيف)، فإنه إذا أراد أن يختلق أحدا اختلقه من كلام، ثم قال له كن فيكون.
وللتحقيق عن أسماء الصحابة التي استخرجوها من أحاديث سيف دونا كتابنا (خمسون ومائة صحابي مختلق) وهو تال لهذا الكتاب. ندرس فيه أثر أحاديث سيف على الموسوعات الاسلامية في التراجم والتاريخ.