والباقي لا إلى غاية فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شئ وهو الله اللطيف الخبير وهو على كل شئ قدير ثم الايمان بي والإقرار بان الله تعالى أرسلني إلى كافة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
واعلم يا أبا ذر أن الله عز وجل جعل أهل بيتي في أمتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن رغب عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله كان آمنا. يا أبا ذر احفظ ما أوصيك به تكن سعيدا في الدنيا والآخرة. يا أبا ذر نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. يا أبا ذر اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.
(5) - يا أبا ذر إن أول شئ يرفع من هذه الأمة الأمانة والخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا. يا أبا ذر والذي نفس محمد بيده لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله جناح بعوضة أو ذباب ما سقى الكافر منها شربة من ماء.
(6) - تحف العقول: وقال (صلى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الايمان بالله مداراة الناس في غير ترك حق ومن سعادة المرء خفة لحيته.
(7) - وقال (صلى الله عليه وآله): قال عيسى بن مريم للحواريين: تحببوا إلى الله وتقربوا إليه، قالوا:
يا روح الله بماذا نتحبب إلى الله ونتقرب؟ قال: ببغض أهل المعاصي والتمسوا رضى الله بسخطهم قالوا: يا روح الله فمن نجالس إذا؟ قال: من يذكركم الله رؤيته، ويزيد في عملكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله.
(8) - وقال (صلى الله عليه وآله): أقربكم مني غدا في الموقف أصدقكم للحديث، وأداكم للأمانة، وأوفاكم بالعهد، وأحسنكم خلقا، وأقربكم من الناس.