واكتحل وحف (*) لحيته، فجعل صاحبي ينظر إليه، وينظر إلى البيت، ويعرض على قلبه فلما قمنا قال: يا حسن إذا كان غدا إنشاء الله فعد أنت وصاحبك إلى فلما كان من الغد قلت لصاحبي: اذهب بنا إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال: اذهب ودعني قلت:
سبحان الله أليس قد قال: عد أنت وصاحبك؟ قال: اذهب أنت ودعني فوالله إن زلت به حتى أمضيت به، فدخلنا عليه فإذا هو في بيت ليس فيه إلا حصا فبرز وعليه قميص غليظ وهو شعث، فمال علينا فقال: دخلتم علي أمس في البيت الذي رأيتم وهو بيت المرأة وليس هو بيتي وكان أمس يومها فتزينت، وكان علي أن أتزين لها كما تزينت لي وهذا بيتي فلا يعرض في قلبك يا أخا البصرة فقال: جعلت فداك قد كان عرض فأما الان فقد أذهب الله به.
(8) - وقال الباقر (عليه السلام): إنما قصت الأظفار لأنها مقيل الشيطان، ومنه يكون النسيان قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) [للرجال]: قصوا أظافير كم وللنساء: اتركن من أظافير كن فإنه أزين لكن.
(9) - الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث فيهن المقت من الله عز وجل: نوم من غير سهر، وضحك من غير عجب وأكل على الشبع.
(10) - المحاسن: أبي العلا قال: خرجنا إلى مكة نيف وعشرون رجلا فكنت أذبح لهم في كل منزل شاة فلما أردت أن أدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) قال لي: يا حسين وتذل المؤمنين؟ قلت أعوذ بالله من ذلك فقال: بلغني أنك كنت تذبح لهم في كل منزل شاة؟ قلت: ما أردت إلا الله فقال: أما كنت ترى أن فيهم من يحب أن يفعل فعالك فلا يبلغ مقدرته ذلك، فتتقاصر إليه نفسه؟ قلت: أستغفر الله ولا أعود.