(14) - تحف العقول: فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في غير موطن: (لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع).
(15) - المجالس: المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين عن أبيه (عليهم السلام) قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبيهم للحرب إذ أتاه شيخ عليه شخبة السفر فقال أين أمير المؤمنين؟ فقيل هوذا فسلم عليه ثم قال: يا أمير المؤمنين إني أتيتك من ناحية الشام وأنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا احصى، وإني أظنك ستغتال فعلمني مما علمك الله، قال:
نعم. يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همته اشتدت حسرته عند فراغها.
ومن كانت غده شر يوميه فمحروم، ومن لم يبال ما رزء من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى، ومن كان في نقص فالموت خير له. يا شيخ إن الدنيا خضرة حلوة ولها أهل وإن الآخرة لها أهل، ظلفت أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا لا يتنافسون في الدنيا، ولا يفرحون بغضارتها، ولا يحزنون لبؤسها. يا شيخ من خاف البيات قل نومه.
ما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد، فاخزن لسانك، وعد كلامك يقل كلامك إلا بخير. يا شيخ ارض للناس ما ترضى لنفسك، وأت إلى الناس ما تحب أن يؤتي إليك. ثم أقبل على أصحابه فقال: أيها الناس أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى، فبين صريع يتلوى، وبين عائد ومعود وآخر بنفسه يجود، وآخر لا يرجى وآخر مسجى وطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وعلى أثر الماضي يصير الباقي.