(19) - وقال الفضيل بن العياض (*): قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أتدري من هو الشحيح؟
قلت: هو البخيل، فقال (عليه السلام): الشح أشد من البخل، إن البخيل يبخل بما في يده والشحيح يشح على ما في أيدي الناس وعلى ما في يده، حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام، لا يشبع ولا ينتفع بما رزقه الله.
وقال (عليه السلام): إن البخيل من كسب مالا من غير حله، وأنفقه في غير حقه.
(20) - وقال (عليه السلام): من دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال.
(21) - قيل له: ما كان في وصية لقمان؟ فقال (عليه السلام): كان فيها الأعاجيب وكان من أعجب ما فيها أن قال لابنه: خف الله خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك. ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من مؤمن إلا وفي قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا.
(22) - وقال (عليه السلام): ثلاث خصال هن أشد ما عمل به العبد: إنصاف المؤمن من نفسه، ومواساة المرء لأخيه، وذكر الله على كل حال، قيل له: فما معنى ذكر الله على كل حال؟ قال (عليه السلام): يذكر الله عند كل معصية يهم بها فيحول بينه وبين المعصية.