وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبعث من الآمنين، وهون عليه الحساب، واستقبلته الملائكة، فإذا انصرف شيعته إلى منزله، فإن مرض عادوه، وإن مات تبعوه بالاستغفار إلى قبره.
(4) - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن جبرئيل أتاني فقال: إنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه كلب، ولا تمثال جسد، ولا إناء يبال فيه.
(5) - وأما قول من يقول: إن البخارات الكثيرة تجتمع في باطن الأرض ثم تصعد وترتفع إلى الهواء فينعقد الغيم منها ويتقاطر وذلك هو المطر فقد احتج الجبائي على فساده بوجوه: الأول أن البرد قد يوجد في وقت الحر [بل] في صميم الصيف، ونجد المطر في أبرد وقت ينزل غير جامد، وذلك يبطل قولهم. الثاني أن البخارات إذا ارتفعت وتصاعدت وتفرقت لم يتولد منها قطرات الماء. الثالث لو كان تولد المطر من صعود البخارات فالبخارات دائمة الارتفاع من البحار. فوجب أن يدوم هناك نزول المطر، وحيث لم يكن الأمر كذلك علمنا فساد قولهم. قال: فثبت بهذه الوجوه أنه ليس تولد المطر من بخار الأرض.
(6) - نحن نرى أن السمندر يتولد في النار، والضفادع تتولد في السحاب والدودة العظيمة ربما تولدت في الثلوج القديمة؟ وأيضا إذا لم يبعد تسبيح الجبال في زمن داود (عليه السلام) ولا تسبيح الحصى في زمن محمد (صلى الله عليه وآله) فكيف يبعد تسبيح السحاب؟
(7) - ويؤيده ما رواه شيخنا البهائي قدس الله روحه في كتاب (مفتاح الفلاح) حيث قال: نقل الخاص والعام أن المأمون ركب يوما للصيد فمر ببعض أزقة بغداد على جماعة من الأطفال، فخافوا وهربوا وتفرقوا، وبقي واحد منهم في مكانه، فتقدم إليه المأمون.
وقال له: كيف لم تهرب كما هرب أصحابك؟ فقال: لأن الطريق ليس ضيقا