(4) - العلل: عن عيسى بن عبد الله القرشي رفعه، قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له: يا أبا حنيفة، بلغني أنك تقيس، قال: نعم أنا أقيس. فقال: ويلك لا تقس فان أول من قاس إبليس، قال: (خلقتني من نار وخلقته من طين) قاس ما بين النار والطين، ولو قاس نورية آدم بنور النار عرف فضل ما بين النورين وصفاء أحدهما على الاخر، ولكن قس لي رأسك مع جسدك: أخبرني عن اذنيك مالهما مرتان؟
وعن عينيك مالهما مالحتان؟ وعن شفتيك مالهما عذبتان؟ وعن أنفك ماله بارد؟
فقال: لا أدري. فقال له: أنت لا تحسن تقيس رأسك، تقيس الحلال والحرام؟!
فقال: يا ابن رسول الله، أخبرني كيف ذلك. فقال: إن الله عز وجل جعل الاذنين مرتين لئلا يدخلهما شئ إلا مات، ولولا ذلك لقتلت الدواب ابن آدم. وجعل العينين مالحتين لأنها شحمتان ولولا ملوحتهما لذابتا. وجعل الشفتين عذبتين ليجد ابن آدم طعم الحلو والمر. وجعل الأنف باردا سائلا لئلا يدع في الرأس داء إلا أخرجه ولولا ذلك لثقل الدماغ وتدود.