(18) - الكفاية: عثمان بن خالد، عن أبيه قال: مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده محمدا والحسن وعبد الله وعمر وزيدا والحسين، وأوصى إلى ابنه محمد بن علي، وكناه الباقر، وجعل أمرهم إليه، وكان فيما وعظه في وصيته أن قال: يا بني إن العقل رائد الروح والعلم رائد العقل، والعقل ترجمان العلم، واعلم أن العلم أبقى، واللسان أكثر هذرا. واعلم يا بني أن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل لأن الانسان لا يتغافل إلا عن شئ قد عرفه ففطن له، واعلم أن الساعات تذهب عمرك، وأنك لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى، فإياك والأمل الطويل، فكم من مؤمل أملا لا يبلغه وجامع مال لا يأكله ومانع مأسوف يتركه، ولعله من باطل جمعه ومن حق منعه، أصابه حراما وورثه، احتمل إصره، وباء بوزره، ذلك هو الخسران المبين.
(19) - الخرائج: روي عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لئن ظننتم أنا لا نراكم، ولا نسمع كلامكم، لبئس ما ظننتم، لو كان كما تظنون أنا لا نعلم ما أنتم فيه وعليه ما كان لنا على الناس فضل، قلت: أرني بعض ما أستدل به قال: وقع بينك وبين زميلك بالربذة حتى عيرك بنا وبحبنا ومعرفتنا، قلت: إي والله لقد كان ذلك قال:
فتراني قلت باطلاع الله، ما أنا بساحر ولا كاهن ولا بمجنون لكنها من علم النبوة، ونحدث بما يكون، قلت: من الذي يحدثكم بما نحن عليه؟ قال: أحيانا ينكت في قلوبنا، ويوقر في آذاننا، ومع ذلك فإن لنا خدما من الجن مؤمنين وهم لنا شيعة، وهم لنا أطوع منكم، قلت: مع كل رجل واحد منهم؟ قال: نعم، يخبرنا بجميع ما أنتم فيه وعليه.
(20) - المناقب: عمر بن حنظلة سألت أبا جعفر (عليه السلام) أن يعلمني الاسم الأعظم فقال:
ادخل البيت فوضع أبو جعفر (عليه السلام) بيده على الأرض فأظلم البيت وارتعدت فرائصي فقال: ما تقول؟ أعلمك؟ قلت: لا، فرفع يده، فرجع البيت كما كان. ويروى أن زيد بن علي لما عزم على البيعة قال له أبو جعفر (عليه السلام): يا زيد إن مثل القائم من أهل هذا