دراسات في نهج البلاغة - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٨٨
وهذه النتيجة (عطفهم على الحكم القائم) مع عمران أرضهم تجعلهم على استعداد للمعونة حين تطلب منهم، لحسن ظنهم بالحكم القائم ورغبتهم في استمراره من جهة، ولان حالهم المالية تسمح لهم بالمساعدة لوفرة الانتاج.
فهذا المال الذي وضع زاد في عمران البلاد، ومن ثم زاد في ايرادها، ومن ثم جعلها تحتمل من الضرائب فوق ما كانت تحتمل وهي أقل عمرانا، وحمل الفلاحين على حب الحكم القائم وبذل المعونة له حين يشكو العجز وتأييده حين يشكو الخذلان.
قال عليه السلام:
(فان شكوا ثقلا أو علة (1)، أو انقطاع شرب أو بالة (2) أو إحالة أرض اغتمرتها غرق، أو أجحف بها عطش، (3) خففت عنهم بما ترجو أن يصلح به أمرهم).
(ولا يثقلن عليك شئ خففت به المؤونة (4) عنهم، فإنه ذخر يعودون به عليك في عمارة بلادك، وتزيين ولايتك، مع استجلابك حسن ثنائهم، وتبجحك (5) باستفاضة (6) العدل فيهم، معتمدا فضل قوتهم بما

١ - ثقلا - شكوا من ثقل الضريبة عليهم (علة) شكوا من مرض زراعي أتلف محاصيلهم ٢ - الشرب بكسر السين: ماء الري في المناطق الزراعية التي تعتمد على الأنهار وما إليهم (بالة) بتشديد اللام وفتحها: ماء المطر في المناطق التي تعتمد في الري على الأمطار.
٣ - إحالة أرض - فساد البذور فيها، (اغتمرها غرق) غمرها الماء وطاف عليها فغرقت به (وأجحف بها عطش) لم تأخذ ما يلزمها من الماء للري - يعني أن الزراع إذا شكوا من فساد موسمهم الزراعي بسبب طوفان الماء على الأرض المزروعة أو بسبب قلة الماء وعطش الأرض، فينبغي أن تأخذ شكواهم بنظر الاعتبار.
4 - المؤونة: النفقة.
5 - تبجحك.. سرورك بمعاملتك العادلة لهم.
6 - الاستفاضة: الانتشار والشيوع.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست