دراسات في نهج البلاغة - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٦٢
ما التبس على غيره، فان نزلت به إحدى المبهمات هيأ حشوا رثا من رأيه ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت، لا يدري أصاب أم أخطأ؟
فإن أصاب خاف ان يكون قد أخطأ، وان أخطأ رجا ان يكون قد أصاب، جاهل خباط جهالات، عاش ركاب عشوات، لم يعض على العلم بضرس قاطع.) (1).
ولا جل تفادي هذا المصير السئ لسلطة القضاء، وضع عليه السلام نظاما يجب أن يتبع في تأليف هذه الفئة، يضمن أن تكون على مستوى عال من الكفاءة للمهمات المناطة بها.
* * * تؤتى السلطة القضائية من ناحيتين.
الأولى: ناحية القاضي نفسه فإذا كان غير كفء لمنصبه أسف بهذا المنصب، ولم يؤد حقه المفروض.
الثانية: ناحية المنصب نفسه، فما لم يكن القاضي مستقلا في حكمه لا يخضع لتأثير هذا وإرادة ذلك، لم تكن هناك سلطة قضائية بالمعنى الصحيح، وإنما تكون السلطة القضائية حينئذ أداة لا لباس رأي فلان ثوب الحق وإسباغ مسحة الباطل على دعوى فلان. ولا تؤتى السلطة القضائية من غير هاتين الناحيتين.
وقد رسم الامام في عهده إلى الأشتر ثلاثة أمور ينبغي أن تتبع في انتقاء أفراد هذه الطبقة ومعاملتهم، واتباع هذه الأمور يكفل لهم أن يمارسوا مهمتهم بحرية، وأن يؤدوا هذه المهمة باخلاص.

(1) نهج البلاغة - رقم النص 17
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 5
2 مقدمة الطبعة الأولى 9
3 المجتمع والطبقات الاجتماعية 13
4 فكرة المجتمع في نهج البلاغة 15
5 الطبقة الاجتماعية 21
6 القيمة العليا في الإسلام: التقوى والتقسيم الطبقي 29
7 مدخل إلى دراسة الطبقات في نهج البلاغة 45
8 العسكريون 51
9 القضاة 60
10 الولاة 68
11 الكتاب 75
12 الزراع 83
13 التجار والصناع 94
14 العمال ومن لا يستطيعون عملا 102
15 المجتمع القبلي، موقف الإمام من الروح القبلية 108
16 الحاكم 121
17 الحكم ضرورة لكل مجتمع 123
18 من شروط الحاكم 126
19 طبيعة الحكم عند الإمام، وعلاقة الحاكم بالشعب 129
20 حقوق الرعية على الحاكم 137
21 طبيعة الحق، وحقوق الحاكم على الرعية 140
22 التعاون بين الحكم والشعب 144
23 المغيبات 147
24 موقف الرفض للمغيبات 149
25 فلسفة موقف الرفض: نزعة التجريب: عرض ومناقشة 151
26 اهتمام العلم الحديث بطاقات الإنسان الخفية 157
27 التعليل العلمي لظاهرة المغيبات 161
28 المغيبات في نهج البلاغة 166
29 مغيبات أخرى ذكرها ابن أبي الحديد 185
30 الوعظ 197
31 تمهيد: أسلوب الوعاظ التقليديين الطريقة الصحيحة لدراسة النصوص 199
32 المثل الأعلى للحياة في الإسلام، والواقع الاجتماعي والسياسي حين تولى الإمام علي الحكم 202
33 إصلاحات الإمام علي وردود الفعل ضدها 209
34 النظرة الواقعية إلى الحياة في الإسلام والخلق العربي 221
35 موقف الإمام من العمل للدنيا موقفة من الفقر 229
36 اتباع الهوى وطول الأمل: ما يعني بهما الإمام؟ وما آثارهما في حياة الإنسان 236
37 الموعظة بالتاريخ وظيفة التاريخ 241
38 دعوة إلى التوازن بين الدنيا والآخرة 245
39 تناقض ظاهري في موقف الإمام معني الزهد وعناصره 251
40 نماذج من وعظ الإمام بتقلب الدنيا 257