دراسات في نهج البلاغة - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٢٢٣
ويقول يزيد بن الحكم الثقفي وهو ينصح ابنه:
ما بخل من هو للمنون * وريبها غرض رجيم؟
ويرى القرون أمامه * همدوا كما همد الهشيم (1)!
* * * وحاتم الطائي يقول لزوجته:
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر؟
أماوي إن يصبح صداي (2) بقفرة * من الأرض لا ماء لدي ولا خمر تري أن ما أنفقت لم يك ضرني * وأن يدي مما بخلت به صفر (3) * * * وأياس بن القائف يقول:
يقيم الرجال الأغنياء بأرضهم * وترمي النوى (4) بالمقترين (5) المراميا فأكرم أخاك الدهر ما دمتما معا * كفى بالممات فرقة وتنائيا * * *

(1) الهشيم: اليابس من النبت.
(2) صداي: الصدى، ذكر البوم. والصدى: الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها.
والصدى: العطش. والصدى هنا: ما يبقى من الميت في قبره، يكني الشاعر بذلك عن الوحدة والوحشة.
(3) الصفر - بالكسر -: الخالي، (بيت صفر) خال من المتاع. ورجل صفر اليدين:
ليس فيها شئ.
(4) النوى: البعد. يقولون: (بعدت نواهم) إذا بعدوا بعدا شديدا.
(5) المقترين جمع مقتر: الفقير المقل.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست