بما يتيحه لصاحبه من مستوى معيشي معين يشتركان في صياغة الحياة المادية والنفسية للانسان.
ويختلف مبدأ الانقسام الطبقي عن هذا وذاك حين ننظر إلى الطبقة الاجتماعية من زاوية المركز الاقتصادي الذي تتمتع به في المجتمع حسب نظام الانتاج والتوزيع، ففي هذا الحال لابد من جعل مبدأ الانقسام الطبقي الدخل وحده، لان مجموع دخل الطبقة يعبر عن المركز الاقتصادي الذي تحتله بين الطبقات الأخرى. والدخل ينظر إليه هنا باعتباره ثروة متكدسة قارة ذات امكانات اقتصادية، لا باعتباره وسيلة إلى بلوغ مستوى معيشي معين (1).
هذه مبادئ مختلفة للانقسام الطبقي، وهي تختلف باختلاف زاوية النظر إلى الطبقة كما رأينا.
ولكننا نلاحظ ان هذه المبادئ كلها إنما تعتبر مبادئ انقسام طبقي فقط، ولا تستتبع حكما تقويميا للطبقات. فمبادئ المهنة أو الدخل أو الدخل والمهنة معا تشير إلى سبب الانقسام وحده أما أن هذه الطبقة ذات قدر معين تحتله في سلم القيم والاقدار فذلك شئ لا يتضمنه مبدأ من هذه المبادئ على الاطلاق.
وهنا نتسأل: ما هو المبدأ الذي يستتبع الحكم التقويمي للطبقات؟
وبعبارة أخرى: نحن لا نتمثل المجتمع في أذهاننا سطحا مستويا تتساوى فيه الرؤوس، وإنما نتمثله هرمي الشكل، فبينما توجد طائفة من الناس تحتل قمة الهرم توجد طائفة أخرى تحتل قاعدته: وتوجد بينهما طوائف تختلف