دراسات في نهج البلاغة - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ١٢٨
وقال عليه السلام:
(لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يصانع (1) ولا يضارع (2) ولا يتبع المطامع) (3).
وقال متحدثا عن الامام.
(من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم) (4).
وهذه الكلمات تقوم على فلسفة للحكم عند الإمام عليه السلام تتلخص في أن الحكم، وهو ضرورة اجتماعية، أقيم لصالح المجتمع، ولا يمكن أن يعمل الحكم لصالح المجتمع إلا إذا كان على رأسه إنسان كامل الصفات، واع لمهمته، أما حين يكون الحاكم إنسانا غير واع للمسؤولية وغير عامل على إصلاح المجتمع ورفع شأنه، فإن الحكم ينقلب إلى وسيلة للظلم، وستتضح لنا الخطوط الكبرى لهذه الفلسفة فيما يأتي.

(١) يصانع: يداري، أي أن الذي يقيم أمر الله هو الذي لا يداري أحدا في إحقاق الحق.
(2) يضارع: المضارعة المشابهة، أي لا يتشبه في عمله بالمبطلين.
(3) نهج البلاغة، باب المختار من كلام أمير المؤمنين، رقم النص: 110.
(4) نهج البلاغة، نفس الباب، رقم النص: 73.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 5
2 مقدمة الطبعة الأولى 9
3 المجتمع والطبقات الاجتماعية 13
4 فكرة المجتمع في نهج البلاغة 15
5 الطبقة الاجتماعية 21
6 القيمة العليا في الإسلام: التقوى والتقسيم الطبقي 29
7 مدخل إلى دراسة الطبقات في نهج البلاغة 45
8 العسكريون 51
9 القضاة 60
10 الولاة 68
11 الكتاب 75
12 الزراع 83
13 التجار والصناع 94
14 العمال ومن لا يستطيعون عملا 102
15 المجتمع القبلي، موقف الإمام من الروح القبلية 108
16 الحاكم 121
17 الحكم ضرورة لكل مجتمع 123
18 من شروط الحاكم 126
19 طبيعة الحكم عند الإمام، وعلاقة الحاكم بالشعب 129
20 حقوق الرعية على الحاكم 137
21 طبيعة الحق، وحقوق الحاكم على الرعية 140
22 التعاون بين الحكم والشعب 144
23 المغيبات 147
24 موقف الرفض للمغيبات 149
25 فلسفة موقف الرفض: نزعة التجريب: عرض ومناقشة 151
26 اهتمام العلم الحديث بطاقات الإنسان الخفية 157
27 التعليل العلمي لظاهرة المغيبات 161
28 المغيبات في نهج البلاغة 166
29 مغيبات أخرى ذكرها ابن أبي الحديد 185
30 الوعظ 197
31 تمهيد: أسلوب الوعاظ التقليديين الطريقة الصحيحة لدراسة النصوص 199
32 المثل الأعلى للحياة في الإسلام، والواقع الاجتماعي والسياسي حين تولى الإمام علي الحكم 202
33 إصلاحات الإمام علي وردود الفعل ضدها 209
34 النظرة الواقعية إلى الحياة في الإسلام والخلق العربي 221
35 موقف الإمام من العمل للدنيا موقفة من الفقر 229
36 اتباع الهوى وطول الأمل: ما يعني بهما الإمام؟ وما آثارهما في حياة الإنسان 236
37 الموعظة بالتاريخ وظيفة التاريخ 241
38 دعوة إلى التوازن بين الدنيا والآخرة 245
39 تناقض ظاهري في موقف الإمام معني الزهد وعناصره 251
40 نماذج من وعظ الإمام بتقلب الدنيا 257