بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لاحتلال الوكر اليهودي على رأس جيش فرجع فارا ثم أرسل الفاروق (رضي الله تعالى عنه) وإذا به من طراز صاحبه (1) حيث تبخرت في ذلك الموقف الرهيب حماسة عمر وبطولته الرائعة في أيام السلم التي اعتز بها الإسلام يوم أسلم كما يقولون. ورجع عمر مع أصحابه يجبنهم ويجبنونه (2) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إني دافع الراية غدا لرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له (3). يشعر كلامه هذا بتعريض بليغ يدغدغ به مشاعر القائدين الفاشلين واعتزاز صريح بعليه العظيم الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (4).
يا خليفتي المسلمين - أو بعض المسلمين - رضي الله تعالى عنكما أهكذا كان نبيكما الذي قمتما مقامه؟ ألم تتلقيا عنه دروسه الفذة في الجهاد والمعاناة في سبيل الله؟ ألم يكن في صحبتكما له طوال عقدين حاجز