معاوية وإصرارها عليها تنبأنا عن إنها لم تكن، إذ لو كانت لما عداها الإجابة، وكأن تلك الدعوة المزعومة المختلقة ذهبت أدراج الرياح، وكأنه صلى الله عليه وآله دعا عليه بضد ما هو مذكور واستجيبت دعوته.
على أن معاوية لو كان على الهدى متجنبا عن الردى للزم أن يكون صاحب الخلافة الكبرى مولانا أمير المؤمنين عليه السلام على قدسه وطهارته خلوا من ذلك كله، لأنه كان يناوئه ويناجزه القتال، وكذلك حجر وأصحابه وكل صالح صحابي أو تابعي قتل تحت نير ظلم معاوية، هل يسع لمسلم أن يدعي ذلك؟ غفرانك اللهم وإليك المصير.
25 - أخرج الطبراني عن يحيى بن عثمان بن صالح عن نعيم بن حماد عن محمد بن شعيب بن سابور عن مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن عبد الله بن بسر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار أبا بكر وعمر في أمر فقال: أشيروا علي. فقالا:
الله ورسوله أعلم، فقال: ادعوا معاوية. فقال أبو بكر وعمر: أما في رسول الله ورجلين من رجال قريش ما يتقنون أمرهم حتى يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غلام من غلمان قريش؟
فقال: ادعوا لي معاوية فدعي له فلما وقف بين يديه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحضروه أمركم، وأشهدوه أمركم فإنه قوي أمين. وزاد نعيم: وحملوه أمركم (1) رجال إسناده:
1 - يحيى بن عثمان. كان يتشيع وكان صاحب وراقة يحدث من غير كتبه فطعن فيه لأجل ذلك، تهذيب التهذيب 11: 257.
2 - نعيم بن حماد، كذاب وضاع. راجع الجزء الخامس ص 269 ط 2.
3 - محمد بن شعيب. شامي أموي 4 - مروان بن جناح، شامي أموي، قال أبو حاتم: لا يحتج به وبأخيه روح.
5 - يونس بن ميسرة، شامي أعمي.
6 - عبد الله بن بسر، يعد في الشاميين وهو آخر من مات بالشام من الصحابة.
هلم معي إلى تعمية الجاهلين وتغرير بسطاء الأمة بالتمويه على الحقائق، قال