رحمة الله للخلائق طرا * فبه منه رحمة الرحماء أعذب الخلق منطقا أصدق * الناس مقالا ما فاه بالفحشاء أعرف العارفين أخوف خلق * الله منه في جهره والخفاء كل ما في الوجود من أجله * أوجد لا تفتقر إلى استثناء أكمل الكاملين كل كمال * منه فضلا سرى إلى الفضلاء فبه آدم تعلم ما لم * يدره غيره من الأسماء وبه في السفين نجي نوح * ونجا يونس من الغماء حر نار الخليل قد صار بردا * إذ به كان حالة الالقاء أي حر يقوى بمن كانت * السحب له في الهجير أقوى وقاء كشف الضر منه عن جسم أيوب * وأوتي ضعفا من الآلاء وبه قد علا لإدريس شأن * والذبيحان أنقذا بالفداء منه سر سرى لعيسى فأحيا * دارسا مذ دعاه بعد البلاء وكذا أكمها وأبرص أبرا * فشفا ذا وذاك أوفى شفاء هو من قبل كل خلق نبي * لا تقف عند حد طين وماء كان نور الإله إذ ذاك * فاستودع ضمنا بمبدأ الآباء فتلقاه من شريف شريف * من لدن آدم ومن حواء مودع في كرائم من كرام * عن سفاح تنزهوا وخناء فأتى الفخر منه آمنة إذ * كان منها له أجل وعاء حملته فلم تجد منه ثقلا * حال حمل كما يرى بالنساء فهنيئا به لها إذ بخير * الخلق جاءت وسيد الأنبياء وضعته فكان في الوضع رفع * وارتفاع للحق والأهواء أبرزته شمسا محا غيهب الشرك * ومنها استضاء كل ضياء وبميلاده بدت معجزات * فرأى المشركون هول المرائي أطفئت نارهم ليعلم أن قد * جاء من كفرهم به في انطفاء أي نار ترى وبالنور لاحت * دور بصرى لمن بمكة رائي؟
(٢٣٩)