آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم، وشد شكيمته على عدوكم. إلخ.
تاريخ الطبري 9: 55، نهج البلاغة 2: 61، شرح ابن أبي الحديد 2: 30.
صورة أخرى رواها الشعبي من طريق صعصعة بن صوحان.
أما بعد: فإني قد بعثت إليكم عبدا من عباد الله لا ينام أيام الخوف، ولا ينكل عن الأعداء حذار الدوائر، لا نأكل من قدم، ولا واه في عزم، من أشد عباد الله بأسا، وأكرمهم حسبا، أضر على الفجار من حريق النار، وأبعد الناس من دنس أو عار، وهو: مالك بن الحرث الأشتر، حسام صارم، لا نابي الضريبة، ولا كليل الحد، حكيم في السلم، رزين في الحرب، ذو رأي أصيل، وصبر جميل، فاسمعوا له وأطيعوا أمره، فإن أمركم بالنفر فانفروا، وإن أمركم أن تقيموا فأقيموا، فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري، وقد آثرتكم به نفسي نصيحة لكم، وشدة شكيمته على عدوكم. إلخ (2).
2 - من كتاب للمولى أمير المؤمنين كتبه إلى أميرين من أمراء جيشه.
وقد أمرت عليكما وعلى من في حيز كما مالك بن الحارث الأشتر، فاسمعا له وأطيعا واجعلاه درعا ومجنا، فإنه ممن لا يخاف وهنه ولا سقطته، ولا بطؤه عما الاسراع إليه أحزم، ولا إسراعه إلى ما البطء عنه أمثل.
قال ابن أبي الحديد في شرحه 3: 417: فأما ثناء أمير المؤمنين عليه السلام عليه في هذا الفصل فقد بلغ مع اختصاره ما لا يبلغ بالكلام الطويل، ولعمري كان الأشتر أهلا لذلك، كان شديد البأس جوادا رئيسا حليما فصيحا شاعرا، وكان يجمع بين اللين والعنف، فيسطو في موضع السطوة، ويرفق في موضع الرفق، ومن كلام عمر: إن هذا الأمر لا يصلح إلا لقوي في غير عنف، ولين في غير ضعف. ا ه.
3 - من كتاب كتبه مولانا أمير المؤمنين إلى محمد بن أبي بكر يذكر فيه الأشتر فيقول:
إن الرجل الذي كنت وليته مصر كان لنا نصيحا، وعلى عدونا شديدا، وقد