وفي لفظ الخطيب: يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب الأمة فلن أكونه.
وفي لفظ الحلبي: إن ابن الزبير لما قال لعثمان رضي الله عنه وهو محاصر: إن عندي نجائب أعددتها لك فهل لك أن تنجو إلى مكة؟ فإنهم لا يستحلونك بها، قال له عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يلحد رجل في الحرم من قريش أو بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم فلن أكون أنا.
راجع مسند الحرم 1: 67، رجال إسناده كلهم ثقات، الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 35، تاريخ الخطيب 14، 272، الرياض النضرة 2: 129، تاريخ ابن كثير 7: 210، مجمع الزوائد 7: 230 قال: ورواه أحمد ورجاله ثقات وله طرق، الصواعق ص 66، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 109، السيرة الحلبية 1: 188، تاريخ الخميس 2: 263، إزالة الخفا 2: 243.
* (الانسان على نفسه بصيرة) * تعطينا هذه الرواية أن ثقة عثمان بانطباق ما ذكره عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرجل الملحد بمكة على نفسه من جراء ما علم أنه مرتكبه من الأعمال أشد وأكثر من ثقته بإيمانه بما رووه له من البشارة بالجنة في العشرة المبشرة إلى فضايل أخرى صنعتها له أيدي الولاء والمحبة، على أن هذه كلها نصوص فيه، وأما ما خشي انطباقه عليه فهو وارد في رجل مجهول استقرب الخليفة أن يكونه هو، فامتنع عن الانفلات إلى مكة وآثر عليه بقاءه في الحصار حتى أودي به، ولم يكن يعلم أنه يقتل بمكة لو خرج إليها، وعلى فرض قتله بها فمن ذا الذي أخبره أنه يكون هو ذلك الرجل؟
كيف يخاف عثمان أن يكون هو ذلك الرجل وقد اشترى الجنة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرتين بيع الحق: حيث حفر بير رومة، وحيث جهز جيش العسرة؟ (1) كيف يخاف عثمان وقد عهد إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه يقتل ويبعث يوم القيامة