قد قلت للركب الطلاح كأنهم * ربد النسور على ذرى أطوادها (1) يحدو بعوج كالحني أطاعه * معتاصها فطغى على منقادها حتى تخيل من هباب رقابها * أعناقها في السير من أعدادها قف بي ولو لوث الأزار فإنما * هي مهجة علق الجوى بفؤادها 45 بالطف حيث غدا مراق دمائها * ومناخ اينقها ليوم جلادها الفقر من أرواقها والطير من * طراقها والوحش من عوادها تجري لها حبب الدموع وإنما * حب القلوب يكن من أمدادها يا يوم عاشوراء كم لك لوعة * تترقص الأحشاء من إيقادها ما عدت إلا عاد قلبي غلة * حرى ولو بالغت في إبرادها 50 مثل السليم مضيضة آناؤه * خزر العيون تعوده بعدادها يا جد لا زالت كتائب حسرة * تغشى الضمير بكرها وطرادها أبدا عليك وأدمع مسفوحة * إن لم يراوحها البكاء يغادها هذا الثناء وما بلغت وإنما * هي حلبة خلعوا عذار جوادها أأقول: جادكم الربيع؟ وأنتم * في كل منزلة ربيع بلادها 55 أم استزيد لكم علا بمدائحي؟! * أين الجبال من الربى ووهادها؟!
كيف الثناء على النجوم إذا سمت * فوق العيون إلى مدى أبعادها؟!
أغنى طلوع الشمس عن أوصافها * بجلالها وضيائها وبعادها وقال يرثي جده الإمام السبط الشهيد في عاشوراء سنة 377:
صاحت بذودي بغداد فآنسني * تقلبي في ظهور الخيل والعير وكلما هجهجت بي عن منازلها * عارضتها بجنان غير مذعور أطغى على قاطنيها غير مكترث * وأفعل الفعل فيها غير مأمور خطب يهددني بالبعد عن وطني * وما خلقت لغير السرج والكور إني وإن سامني ما لا أقاومه * فقد نجوت وقدحي غير مقمور 5