(14) بصائر الدرجات 43 - حدثنا أبو القاسم قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن معلى ابن أبي عثمان عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال الكتب كانت عند علي عليه السلام فلما سار إلى العراق استودع الكتب أم سلمة فلما مضى علي عليه السلام كانت عند الحسن عليه السلام فلما مضى الحسن عليه السلام كانت عند الحسين عليه السلام فلما مضى الحسين عليه السلام كانت عند علي بن الحسين عليه السلام ثم كانت عند أبي.
وقد يظهر من هذه الأحاديث أمور:
الأول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يترك الأمة بعده سدى مهملة بلا امام هاد وبيان شاف بل عين لهم أئمة هداة دعاة سادة قادة حفاظا وبين لهم المعارف الإلهية والفرائض الدينية والسنن والآداب والحلال والحرام والحكم والآثار وجميع ما يحتاج اليه الناس إلى يوم القيمة حتى أرش الخدش ولم يأذن صلى الله عليه وآله لاحد ان يحكم أو يفتى بالرأي والنظر والقياس لعدم كون موضوع من الموضوعات أو أمر من الأمور خاليا عن الحكم الثابت له من قبل الله الحكيم العليم بل املى صلى الله عليه وآله جميع الشرائع والاحكام على الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وأمره بكتابته وحفظه ورده إلى الأئمة من ولده عليهم السلام فكتبه عليه السلام بخطه وأداه إلى اهله.
والثاني: انه صلى الله عليه وآله املى هذا العلم على علب بن أبي طالب عليه السلام فقط ولم يطلع عليه في عصره صلى الله عليه وآله غيره واحد وأوصى اليه ان يكون هذا الكتاب بعده عند الأئمة الأحد عشر فيجب على الأمة كلهم ان يأخذوا علم الحلال والحرام وجميع ما يحتاجون اليه في امر دينهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من علي بن أبي طالب والأئمة من ولده عليهم السلام فإنهم موضع سر النبي صلى الله عليه وآله وخزان علمه وحفاظ دينه.
والثالث: ان الكتاب كان موجودا عند الأئمة عليهم السلام واراه الامامان