لدى وما أنا بظلام للعبيد.
فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله، في السرو العلانية، فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته، يعظم له أجرا، ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما، وإن تقوى الله توقي مقته، وتوقي عقوبته وتوقي سخطه، وإن تقوى الله تبيض الوجوه، وترضي الرب، وترفع الدرجة، خذوا بحظكم، ولا تفرطوا في جنب الله، فقد علمكم الله في كتابه، ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وعادوا أعداءه، وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم و سماكم المسلمين، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فأكثروا ذكر الله واعملوا لما بعد اليوم، فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفيه الله ما بينه وبين الناس، ذلك بأن الله يقضي على الناس، ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه، الله أكبر، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فلهذا صارت الخطبة شرطا في انعقاد الجمعة (١).
بيان: قال الفيروزآبادي الكفر ضد الايمان، وكفر نعمة الله وبها كفورا وكفرانا جحدها وسترها، والفترة ما بين النبيين و (من) بعضها ابتدائية وبعضها صلة كدنو من الساعة، والمراد بانقطاع الزمان قرب انقطاعه بقرب القيامة، وقوله (ومن يعصهما) يدل على أن ما يقال: إنه صلى الله عليه وآله قال لمن قال ذلك: بئس الخطيب أنت، لا أصل له، إن كان ذلك المقام مقاما يقتضي التصريح بمقتضى البلاغة.
(فإنه) الضمير للشأن (على ما تبغون) أي تطلبون وترجون (تود لو أن بينها) اقتباس من قوله سبحانه ﴿يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد﴾ (2) وفي الآية ضمير بينها راجع إلى النفس، وضمير بينه راجع إلى اليوم