أمثلتهم، وتركبون قدتهم، وتطأون جادتهم، فالقلوب قاسية عن حظها (1) لاهية عن رشدها، سالكة في غير مضمارها، كأن المعني سواها (2) وكأن الرشد في إحراز دنياها.
فاعلموا أن مجازكم على الصراط ومزالق دحضه، وأهاويل زلله، وتارات أهواله (3) فاتقوا الله تقية ذي لب شغل التفكر قلبه وأنصب الخوف بدنه وأسهر التهجد غرار نومه، وأظمأ الرجاء هواجر يومه (4) فظلف الرهب شهواته، وأوجف الذكر بلسانه، وقدم الخوف لا بأنه، وتنكب المخالج عن وضح السبيل (5) وسلك أقصد المسالك إلى النهج المطلوب، ولم تفتله فاتلات الغرور، ولم تعم عليه مشتبهات الأمور (6)