وتعظم تبعات الله عز وجل عند العباد.
فهلم أيها الناس إلى التعاون على طاعة الله عز وجل، والقيام بعدله، و الوفاء بعهده، والانصاف له في جميع حقه، فإنه ليس العباد إلى شئ أحوج منهم إلى التناصح في ذلك، وحسن التعاون عليه، وليس أحد وإن اشتد على رضى الله حرصه، وطال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة ما أعطى الله من الحق أهله، ولكن من واجب حقوق الله عز وجل على العباد النصيحة له بمبلغ جهدهم. والتعاون على إقامة الحق فيهم، ثم ليس امرء وإن عظمت في الحق منزلته وجسمت في الحق فضيلته، بمستغن عن أن يعان على ما حمله الله عز وجل من حقه، ولا لامرء مع ذلك خسئت به الأمور، واقتحمته العيون (1) بدون ما أن يعين على ذلك ويعان عليه وأهل الفضيلة في الحال وأهل النعم العظام أكثر في ذلك حاجة وكل في الحاجة إلى الله عز وجل شرع سواء (2).
فأجابه رجل من عسكره لا يدرى من هو، ويقال: إنه لم ير في عسكره قبل