عن وجه الأرض حتى يتم بتمامه، وهم أيضا موكلون بصغار الحيوان، والحفظ لهم عن مردة الشياطين، وإن القمر جرمه من الشمس وضوؤه من نورها، وهما دائبان يعملان في الليل والنهار، وفلك القمر مملو من الملائكة، وهم ملائكة الرحمن مستبشر الوجوه، لهم جمال وحسن صور، وليس فيهم غضب ولا شدة ولا قسوة على ولد آدم لقربهم منهم، وهم أشبه الروحانيين بالآدميين، وهم متعطفون على الحيوان، مصلحون للنبات، دائبون في مسيرة بني آدم فلاتصالهم بهم ربما ظهروا لهم وكلموهم، وهم مسلطون على السماء، يحرسون السماء من شيطانك (1) وولده أن يسترقوا السمع من الملائكة الأعلى (2) المتصلين بفلك الشمس، وهم الموكلون أيضا بالحب المبذور في الأرض، يحفظونه لئلا تعرض له الشياطين ليفسدونه فإن شيطانك (3) وولده لهم قوة عظيمة في العالم والحرث والنسل، وكلما لطفت خلقة من الروحانيين ورقت كان أكثر أجنحة، ومنهم من له ستة أجنحة، و منهم من له خمسة أجنحة، ومنهم من له أربعة أجنحة، وكذلك إلى جناح واحد وأما المفكرة التي في الطبائع حين ظهرت لحقوا بالطبائع، فهم مستجنون في الماء والتراب والريح، لأنهم خلقوا من حر الماء المالح والريح العاصف والتراب المنتن، وهم يسمون شيطائيل وولده، وهم عصاة جفاة مفسدون في الأرض، لهم خبث عظيم، وقوة شديدة، ومنظر قبيح، ووجوه سمجة، وأرواحهم قذرة، وهم على الفساد والطغيان، وفي خراب العالم، والخلقة العليا مسلطة عليهم، يمنعونهم من خراب العالم وفساده (انتهى) (4).
(٢٤٤)