لحدة طبائعهم، لأنهم خلقوا من حر النار: وعلى فلك المشتري خلق عظيم من الروحانيين كذلك، وهم خلق معتدل ساكن لأنهم خلقوا من روح الماء، ليس لهم قسوة وفظاظة، يدبرون فلك المشتري، ويقبلون ويتحركون مع حركته ويمجدون الذي خلقهم، وفي فلك المريخ خلق عظيم من النورانيين، وهم غلاظ شداد، لأنهم خلقوا من نور النار اليابسة، فلذلك لا رأفة لهم ولا رحمة، يدبرون ويقبلون مع المريخ في دوران الفلك لم يملكوا غير ذلك، لأنهم لا رحمة لهم، و لذلك لم يوكلوا بشئ من أعمال الناس، وفي فلك الشمس خلق من الكروبيين لهم قسوة وفظاظة لشدة طبائعهم، لأنهم خلقوا من الريح والروح، ولهم أناة و نور، فهم موكلون بأعمال بني آدم على الحرث والنسل، وهم الذين يحركون الشمس، وبحركتها يخرج البخار والدخان، فيرفعون ذلك البخار إلى القمر ثم إلى الشمس، ثم يصدونه إلى الكواكب العالية، فيكون لهم غذاء، وهم على الثمار والزروع وولادة الحيوان، وهم المسلطون على جميع الروحانيين من تحتهم يعملون بأمرهم، وهم لطاف نورانيون يدورون مع فلك الشمس، ويعملون معها ويعملون في إصلاح العالم وتوالد المواليد، وهم الذين يحفظون شيعة الشيطان و ولده عن فساد العالم وخرابه، وحفظ الحيوان منهم. وإنما سموا ملائكة لأنهم ملكوا زمام الشيطان لئلا يخربوا العالم، وفي فلك الزهرة أيضا خلق من الروحانيين لهم اعتدال وصلاح، فهم أحسنهم وجوها، ولهم ريح طيب وبشر حسن، يحبون الانس وجميع ما تحتهم من الحيوان حبا شديدا، ولهم بهم رأفة ورحمة ورقة، و هم الذين يسعون في تأليف الذكران والإناث من كل شئ لمكان النسل والولادة وبذلك وكلوا. وفي فلك عطارد روحانيون خلقوا من حر الريح الحارة، فاتصلوا بالروحانيين الذين خلقوا من النور، وهم بين أيديهم مثل العبيد لا يغيبون عن أعينهم طرفة عين، يسارعون في خدمة ملائكة فلك الشمس، ويعملون بمسرتهم (1) فهم لهم شبيه الوزراء، وهم الموكلون بالنبات واصلاحه، وحفظ النبت إذا طلع
(٢٤٣)