فارقه منذ عشرين سنة؟ قال: نعم، قال: قلت: كيف علم؟ قال: إنه دعا في السحر وسأل الله أن يهبط عليه ملك الموت، فهبط عليه بريال وهو ملك الموت فقال له بريال: ما حاجتك يا يعقوب؟ قال له: أخبرني عن الأرواح التي تقبضها مجتمعة أو متفرقة؟ قال: بل أقبضها متفرقة روحا روحا، قال: أخبرني فهل (1) مربك روح يوسف فيما مربك؟ قال: لا، فعلم يعقوب أنه حي، فعند ذلك قال لولده: اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه (2).
بيان: " فتحسسوا " التحسس طلب الإحساس، أي تعرفوا منهما وتفحصوا عن حالهما " تقبضها مجتمعة " لعل السؤال عن الاجتماع والتفرق في الاخذ، لأنه إذا قبضها مجتمعة يمكن أن يغفل عن خصوص كل واحد بخلاف ما إذا أخذ روحا روحا، أو لأنه إذا قبضها مجتمعة يمكن أن تسلم إليه بعد مرور الأيام ليجتمع عدد كثير منها ولما يصل روح يوسف عليه السلام إليه بعد ذلك، وهذا الملك إما عزرائيل يقبض الأرواح من أعوانه أو غيره، ويقبض منه، والأخير أظهر.
18 - الكافي: عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم عن معاوية بن ميسرة، عن الحكم بن عيينة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن في الجنة نهرا يغتمس فيه جبرئيل كل غداة، ثم يخرج منه فينفض، فيخلق الله عز وجل من كل قطرة منه تقطر ملكا (3).
19 - ومنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلا الخفاف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما انهزم الناس يوم أحد - وساق الحديث الطويل إلى أن قال -: قال النبي صلى الله عليه وآله: يا رب وعدتني أن تظهر دينك، وإن شئت لم يعيك. فأقبل علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أسمع دويا شديدا وأسمع أقدم حيزوم وما أهم أضرب أحدا إلا