فرسخ تقريبا ليس هو على البعد من التحقيق، فإذن يكون مجموع مضروب قطرها في محيط عظماها وهو مساحة جميع سطحها ما آتيناك في مساحة جميع سطح القمر مساويا لمكعب تسعمائة فرسخ على التقريب القريب من التحقيق جدا والله سبحانه أعلم بأسرار كلام عبده ووليه، وأخي رسوله ووصيه، وباب علمه وعيبة حكمته، ولو رام رائم أن يتعرف سبيل الجواب على الاستقصاء الذي تولاه الراصد الحاسب الكاشي على سبيل التقريب قيل له ألف في تسعمائة ثم في حاصل الضرب.
وأقول: ذهب بخفي حنين مثل سائر في خيبة الانسان عما يرجوه. وقال الجوهري: قال ابن السكيت عن أبي اليقظان كان حنين رجلا شديدا ادعى على أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران، فقال: يا عم أنا ابن أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: لا وثياب هاشم! ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع. فقالوا (ذهب حنين بخفيه) فصار مثلا، وقال غيره: هو اسم (إسكاف) من أهل الحيرة، ساومه أعرابي بخفين فلم يشتره، فغاظه ذلك وعلق أحد الخفين في طريقه، فتقدم فطرح الآخر وكمن له، وجاء الأعرابي فرأى أحد الخفين فقال: ما أشبه هذا بخف حنين! لو كان معه آخر لاشتريته. فتقدم فرأى الخف الثاني مطروحا في الطريق، فنزل وعقل بعيره ورجع إلى الأول، فذهب الإسكاف براحلته وجاء إلى الحي بخفي حنين.