أربع بطوس على قبر الزكي إذا * ما كنت ترفع من دين على فطر قبران في طوس خير الناس كلهم * وقبر شرهم هذا من العبر ما ينفع الرجس من قبر الزكي وما * على الزكي بقرب الرجس من ضرر هيهات كل امرء رهن بما كسبت * به يداه فخذ ما شئت أو فذر وعليه فان إسكندر لم يبن القبة بل إنما هو الممصر لتلك البلدة.
وفي الخرائج روى عن الحسن بن عباد وكان كاتب الرضا عليه السلام قال: دخلت عليه، وقد عزم المأمون بالمسير إلى بغداد، فقال: يا ابن عباس ما ندخل العراق ولا نراه، فبكيت وقلت: فآيستني أن آتي أهلي وولدي قال عليه السلام: أما أنت فستدخلها، وإنما عنيت نفسي، فاعتل وتوفي في قرية من قرى طوس وقد كان تقدم في وصيته أن يحفر قبره مما يلي الحائط بينه وبين قبر هارون ثلاثة أذرع.
وقد كانوا حفروا ذلك الموضع لهارون فكسرت المعاول والمساحي فتركوه وحفروا حيث أمكن الحفر فقال: احفروا ذلك المكان فإنه سيلين عليكم، وتجدون صورة سمكة من نحاس، وعليها كتابة بالعبرانية، فإذا خوتم لحدي فعمقوه وردوها مما يلي رجلي.
فحفرنا ذلك المكان، وكان المحافر تقع في الرمل اللين، ووجدنا السمكة مكتوبا عليها بالعبرانية " هذه روضة علي بن موسى، وتلك حفرة هارون الجبار " فرددناها ودفناها في لحده عند موضع قاله.
ومن المعلوم أن حفر الأرض، وعمل سمكة من نحاس وكتابة، لا يكون إلا من انسان وبالجملة فالظاهر أن الحفر المزبور من آثار إسكندر ذي القرنين دون القبة المنورة.
قال في مجالس المؤمنين عند ترجمة الشيخ كمال الدين حسين الخوارزمي أنه مسطور في التواريخ وفي الألسنة والأفواه خصوصا عند أهل خراسان أنه مدة أربعمائة سنة لم تكن عمارة لائقة على قبر الإمام علي بن موسى، وبعض الآثار