وفي فردوس التواريخ نقلا عن بعض التواريخ أنه كان للسلطان سنجر أو أحد وزرائه ولد أصيب بالدق فحكم الأطباء عليه بالتفرج والاشتغال بالصيد فكان من أمره أن خرج يوما مع بعض غلمانه وحاشيته في طلب الصيد فبينما هو كذلك فإذا هو بغزال مارق من بين يديه فأرسل فرسه في طلبه، وجد في العدو فالتجأ الغزال إلى قبر الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام فوصل ابن الملك إلى ذلك المقام المنيع، والمأمن الرفيع الذي من دخله كان آمنا، وحاول صيد الغزال فلم تجسر خيله على الاقدام عليه، فتحيروا من ذلك، فأمر ابن الملك غلمانه و حاشيته بالنزول من خيولهم، ونزل هو معهم ومشى حافيا مع كمال الأدب نحو المرقد الشريف، وألقى نفسه على المرقد وأخذ في الابتهال إلى حضرة ذي الجلال ويسأل شفاء علته من صاحب المرقد، فعوفي فأخذوا جميعا في الفرح والسرور وبشروا الملك بما لاقاه ولده من الصحة ببركة صاحب المرقد، وقالوا له: إنه مقيم عليه ولا يتحول منه حتى يصل البناؤون إليه فيبني عليه قبة، ويستحدث هناك بلدا ويشيده ليبقى بعده تذكارا، ولما بلغ السلطان ذلك، سجد لله شكرا ومن حينه وجه نحوه المعمارين، وبنوا على مشهده بقعة وقبة وسورا يدور على البلد.
(٣٢٨)