بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٨ - الصفحة ٢٥٨
لأنا قد بينا من النصوص على الرضا عليه السلام ما فيه كفاية ويبطل قولهم، ويبطل ذلك أيضا ما ظهر من المعجزات على يد الرضا الدالة على صحة إمامته وهي مذكورة في الكتب، ولأجلها رجع جماعة من القول بالوقف مثل عبد الرحمن بن الحجاج (1) ورفاعة بن موسى (2) ويونس يعقوب (3) وجميل بن دراج (4) وحماد بن
(١) عبد الرحمان بن الحجاج البجلي مولاهم كوفي بياع السابري، أستاذ صفوان، سكن بغداد ورمى بالكيسانية وكان ثقة ثقة وجها ثبتا روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام وبقي بعد أبي الحسن ولقى الرضا عليه السلام، وكان وكيلا لأبي عبد الله عليه السلام ومات في عصر الرضا " ع " وكان أبو عبد الله " ع " يقول له: كلم أهل المدينة فانى أحب أن يرى في رجال الشيعة مثلك، وكانت وفاته بين الحرمين أو في المدينة، شهد له الصادق " ع " انه من الآمنين وشهد له الكاظم " ع " بالجنة " باقتضاب وتصرف عن شرح مشيخة الفقيه ص ٤١ لسماحة سيدي الوالد دام ظله ".
(٢) رفاعة بن موسى النخاس الأسدي روى عن الصادقوالكاظم عليهما السلام كان ثقة في حديثه مسكونا إلى روايته حسن الطريقة. له كتاب مبوب في الفرائض، رواه عنه صالح بن خالد المحاملي وابن فضال وابن أبي عمير وصفوان.
(3) يونس بن يعقوب أبو علي الجلاب البجلي الدهني الكوفي، أمه منية بنت عمار أخت معاوية بن عمار الدهني، اختص بأبي عبد الله وأبى الحسن الكاظم عليهما السلام، وكان يتوكل لأبي الحسن " ع " ومات في المدينة في أيام الرضا " ع " وتولى أمره وبعث بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج إليه، وأمر مواليه وموالي أبيه وجده أن يحضروا جنازته وقال لهم: هذا مولى لأبي عبد الله عليه السلام كان يسكن العراق، وقال لهم: احفروا له في البقيع فان قال لكم أهل المدينة: انه عراقي ولا ندفنه بالبقيع فقولوا لهم: هذا مولى لأبي عبد الله " ع " كان يسكن العراق، فان منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع، فدفن في البقيع، ووجه أبو الحسن علي بن موسى " ع " إلى زميله محمد بن الحباب - وكان رجلا من أهل الكوفة - صل عليه أنت، ثم أمر عليه السلام صاحب المقبرة أن يتعاهد قبره، ويرش عليه الماء أربعين شهرا، أو أربعين يوما في كل يوم، والشك من علي بن الحسن بن فضال راوي الحديث " باقتضاب عن شرح مشيخة الفقيه ص 46 ".
(4) جميل بن دراج بن الصبيح بن عبد الله أبو علي النخعي، قال ابن فضال: أبو محمد شيخنا ووجه الطائفة ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، أخذ عن زرارة وكان أكبر من أخيه نوح بن دراج القاضي - وكان أيضا من أصحابنا وكان يخفى أمره - وعمى جميل في آخر عمره، ومات في أيام الرضا " ع "، له كتاب اشترك فيه هو ومحمد بن حمران، وآخر اشترك فيه هو ومرازم بن حكيم، وهو ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه وقد وردت في مدحه روايات تدل على سمو مقامه " باقتضاب وتصرف عن شرح مشيخة الفقيه ص 17 ".