إلى الله تعالى بمحبتك، ويجعلون أشرف ما يعبدون الله به الصلاة علي وعليك وسمعت خطيبهم في أعظم محافلهم وهو يقول: علي الحاوي لأصناف الخيرات، المشتمل على أنواع المكرمات، الذي قد اجتمع فيه من خصال الخير ما قد تفرق في غيره من البريات، عليه من الله تعالى الصلاة والبركات والتحيات، وسمعت الاملاك بحضرته والاملاك في سائر السماوات والحجب والعرش والكرسي والجنة والنار يقولون بأجمعهم عند فراغ الخطيب من قوله: آمين اللهم وطهرنا بالصلاة عليه وعلى آله الطيبين (1).
بيان: قوله صلى الله عليه وآله: (وجبت) أي لك الرحمة أو الجنة.
13 - فلاح السائل: روى صاحب كتاب زهد مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن محمد بن سنان، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن حبة العرني قال: بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين عليه السلام في بقية من الليل، واضعا يده على الحائط شبيه الواله، وهو يقول: " إن في خلق السماوات والأرض (2) " إلى آخر الآية، قال: ثم جعل يقرأ هذه الآيات ويمر شبه الطائر عقله، فقال لي: أراقد أنت يا حبة أم رامق؟ قال: قلت: رامق هذا.
أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن! فأرخى عينيه فبكى، ثم قال لي:
يا حبة إن لله موقفا ولنا بين يديه موقفا (3)، لا يخفى عليه شئ من أعمالنا. يا حبة إن الله أقرب إلي وإليك من حبل الوريد، يا حبة إنه لن يحجبني ولا إياك عن الله شئ، قال: ثم قال: أراقد أنت يا نوف؟ قال: قال: لا يا أمير المؤمنين ما أنا براقد، ولقد أطلت بكائي هذه الليلة، فقال: يا نوف إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله تعالى قرت عيناك غدا بين يدي الله عز وجل، يا نوف إنه ليس