رسول الله صلى الله عليه وآله، وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسأله عن الشئ فيفهم، وكان منهم من يسأله ولا يستفهم، حتى أنهم كانوا ليحبون أن يجئ الاعرابي أو الطاري (1) فيسأل رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يسمعوا.
وقد كنت أنا أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة فيخليني فيها (2) أدور معه حيث دار، وقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري (3)، فربما كان في بيتي، يأتيني رسول الله أكثر من ذلك في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه ببعض منازله أخلاني (4) وأقام عني نساءه، فلا يبقى عنده غيري، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة ولا أحد من بني (5)، وكنت إذا ابتدأت أجابني، وإذا سكت عنه وفنيت مسائلي ابتدأني، ودعا الله أن يحفظني ويفهمني فما نسيت شيئا قط منذ دعا لي، وإني قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله يا نبي الله إنك منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس مما تعلمني شيئا، فلم تمليه علي وتأمرني بكتبه؟ أتتخوف علي النسيان؟ فقال: يا أخي لست أتخوف عليك النسيان ولا الجهل، وقد أخبرني الله عز وجل أنه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون معك بعدك (6)، وإنما تكتبه لهم، قلت، يا رسول الله ومن شركائي؟ قال: الذين قرنهم الله بنفسه وبي فقال:
" يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (7) " فإن خفتم تنازعا في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الامر منكم، قلت: يا نبي الله ومن هم؟ قال: الأوصياء إلى أن يردوا علي حوضي، كلهم هاد مهتد، لا يضرهم خذلان