بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٥٠٤
وقال مؤلف كتاب الصراط المستقيم (1): ذكره الطبري في تاريخه (2)، والبلاذري في أنساب الأشراف (3)، والسمعاني في الفضائل (4)، وأبو عبيدة:
قول (5) أبي بكر على المنبر - بعد ما بويع (6) -: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم (7).
وقد أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة الشقشقية (8) بقوله: فيا عجبا! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته.. وصحة الخطبة مسلمة عند ابن أبي الحديد (9) وقاضي القضاة (10) وغيرهما (11) كما عرفت.
وأما عدم رواية أصحاب أصولهم قصة الاستقالة فلا حجة فيه، لأنهم لا يروون ما لا تتعلق أغراضهم بروايته، بل تعلق غرضهم بانمحاء ذكره.
ويدل على بطلان ما زعمه من أن أبا بكر أراد اختبار حال الناس في اليوم الثاني من بيعته ليعلم وليه من عدوه، قول أمير المؤمنين عليه السلام: بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته.. إذ لو كان المراد ما توهمه لم يكن عقده لآخر بعد الوفاة مع الاستقالة في الحياة موضعا للعجب، وإنما التعجب من صرفها عن أمير المؤمنين عليه السلام عند الوفاة وعقدها لغيره مع الاستقالة منها

(١) الصراط المستقيم ٢ / ٢٩٤.
(٢) تاريخ الطبري ٣ / ٢١٠.
(٣) أنساب الأشراف، ما طبع منه حتى الآن لم نجده فيه.
(٤) فضائل السمعاني، لم نجد له نسخة خطية فضلا عن المطبوعة.
(٥) في المصدر: من قول..
(٦) في الصراط المستقيم: حين بويع.
(٧) انظر: الإمامة والسياسة: ١٦، وسيرة ابن هشام ٢ / ٦٦٦، والطرائف ٢ / ٤٠٢، والصراط المستقيم ٢ / 294 وغيرها مما تقدم من المصادر.
(8) الخطبة الثالثة من النهج في طبعة محمد عبده 1 / 32، وفي طبعة الدكتور صبحي الصالح: 48.
(9) كما اعترف به في شرحه على النهج 17 / 161.
(10) في كتابه المغني 20 / 328.
(11) قد مرت مصادرها مفصلة، فراجع.
(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691