بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ١٥٢
الاسلام، جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها.
فالامام هو المنتجب المرتضى، والهادي المجتبى، والقائم المرتجى اصطفاه الله لذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه، وفي البرية حين (1) برأه ظلا قبل خلقه نسمة عن يمين عرشه محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده، اختاره بعلمه وانتجبه بتطهيره بقية من آدم، وخيرة من ذرية نوح، ومصطفى من آل إبراهيم، وسلالة من إسماعيل وصفوة من عترة محمد صلى الله عليه وآله.
لم يزل مرعيا بعين الله يحفظه بملائكته (2)، مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كل فاسق، مصروفا عنه قواذف السوء (3) مبرأ من العاهات، محجوبا عن الآفات مصونا (4) من الفواحش كلها معروفا بالحلم والبر في بقاعه، (5) منسوبا إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه، مسندا إليه أمر والده، صامتا عن المنطق في حياته (6) فإذا انقضت مدة والده انتهت به مقادير الله إلى مشيته، وجاءت الإرادة من عند الله فيه إلى محبته (7)، وبلغ منتهى مدة والده فمضى وصار أمر الله إليه من بعده وقلده الله دينه، وجعله الحجة على عباده، وقيمه في بلاده، وأيده بروحه وأعطاه علمه واستودعه سره وانتدبه لعظيم أمره، وآتاه فضل بيان علمه، ونصبه علما لخلقه وجعله حجة على أهل عالمه، وضياء لأهل دينه، والقيم على عباده.

(1) ذرأه: خلقه. برأه: خلقه من العدم.
(2) ويكلأه بسره خ ل.
(3) في نسخة قوارف السوء.
(4) في نسخة: معصوما.
(5) في نسخة: [يفاعه] وفي نسخة من المصدر: في نفاعته.
(6) أي في حياة والده.
(7) في المصدر: وجاءت الإرادة من عند الله إلى حجته.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364