بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٥ - الصفحة ١٥١
تبارك وتعالى أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله عن دينه، وأبلج (1) بهم عن سبيل منهاجه، وفتح لهم عن باطن (2) ينابيع علمه.
فمن عرف من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه، وعلم فضل طلاوة إسلامه (3) إن الله نصب الإمام علما لخلقه وجعله حجة على أهل طاعته (4) ألبسه الله تاج الوقار، وغشاه من نور الجبار، يمد بسبب من السماء لا ينقطع عنه مواده ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه، ولا يقبل الله الأعمال للعباد إلا بمعرفته.
فهو عالم بما يرد عليه من مشكلات الوحي (5) ومعميات السنن ومشتبهات الدين (6) لم يزل الله يختارهم لخلقه من ولد الحسين صلوات الله عليه من عقب كل إمام فيصطفيهم لذلك ويجتبيهم ويرضى بهم لخلقه ويرتضيهم لنفسه، كلما مضى منهم إمام نصب عز وجل لخلقه من عقبه إماما علما بينا وهاديا منيرا (7) وإماما قيما وحجة عالما، أئمة من الله يهدون بالحق وبه يعدلون.
حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه، يدين بهداهم العباد، وتستهل بنورهم البلاد. (8) وتنمى ببركتهم التلاد، وجعلهم الله حياة الأنام، ومصابيح الظلام، ودعائم

(1) أبلج: أظهر. وفي المصدر: أفلج وهو أيضا بمعنى أظهر يقال: أفلج الله برهانه أي أظهره.
(2) في المصدر: [عن هاطل ينابيع علمه] ولعله مصحف، وتقدم في خبر البصائر أيضا: عن باطن ينابيع علمه.
(3) في المصدر: [وجد لهم حلاوة ايمانه على فضل حلاوة اسلامه] وهو مصحف راجع ما تقدم عن البصائر.
(4) في البصائر: على أهل عالمه.
(5) في نسخة: من ملتبسات الدجى.
(6) في نسخة: ومشتبهات الفتن.
(7) في نسخة: وهاديا نيرا.
(8) في المصدر: ويشمل بنورهم البلاد.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 * أبواب * * خلقهم وطينتهم وأرواحهم صلوات الله عليهم * 1 - باب بدء أرواحهم وطينتهم عليهم السلام وأنهم من نور واحد 1
2 2 - باب أحوال ولادتهم عليهم السلام وانعقاد نطفهم وأحوالهم في الرحم وعند الولادة وبركات ولادتهم عليهم السلام وفيه بعض غرائب علومهم وشؤنهم 36
3 3 - باب الأرواح التي فيهم وأنهم مؤيدون بروح القدس، ونور إنا أنزلناه في ليلة القدر وبيان نزول السورة فيهم عليهم السلام 47
4 4 - باب أحوالهم عليهم السلام في السن 100
5 * أبواب * * علامات الامام وصفاته وشرائطه وما ينبغي أن ينسب اليه * * وما لا ينبغي * 1 - باب أن الأئمة من قريش، وأنه لم سمي الامام اماما 104
6 2 - باب أنه لا يكون إمامان في زمان واحد إلا وأحدهما صامت 105
7 3 - باب عقاب من ادعى الإمامة بغير حق أو رفع راية جور أو أطاع إماما جائرا 110
8 4 - باب جامع في صفات الامام وشرائطه الإمامة 115
9 5 - باب آخر في دلالة الإمامة وما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل وفيه قصة حبابة الوالبية وبعض الغرائب 175
10 6 - باب عصمتهم ولزوم عصمة الامام عليهم السلام 191
11 7 - باب معنى آل محمد وأهل بيته وعترته ورهطه وعشيرته وذريته صلوات الله عليهم أجمعين 212
12 8 - باب آخر في أن كل سبب ونسب منقطع إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسببه 246
13 9 - باب أن الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام وأن الإمامة بعده في الأعقاب ولا تكون في أخوين 249
14 10 - باب نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي 261
15 فصل في بيان التفويض ومعانيه 328
16 11 - باب نفي السهو عنهم عليهم السلام 350
17 12 - باب أنه جرى لهم من الفضل والطاعة مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليهم وأنهم في الفضل سواء 352
18 13 - باب غرائب أفعالهم وأحوالهم عليهم السلام ووجوب التسليم لهم في جميع ذلك 364