بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٥٤
ابنته فقالت الجارية: انحل وكاء (1) القربة قال الوليد: ما هذا وكاء القربة، ولكنه دم أبيك.
فاجمعي لي ولدي وولد أخي، فإني ميت، فجمعتهم فقال لعبد الله بن أبي ربيعة: إن عمارة ابن الوليد بأرض الحبشة بدار مضيعة (2) فخذ كتابا من محمد إلى النجاشي أن يرده، ثم قال لابنه هاشم وهو أصغر ولده: يا بني أوصيك بخمس خصال فاحفظها: أوصيك بقتل أبي رهم الدوسي وإن أعطوكم ثلاث ديات، فإنه غلبني على امرأتي وهي بنته، ولو تركها وبعلها كانت تلد لي ابنا مثلك، ودمي في خزاعة وما تعمدوا قتلي، وأخاف أن تنسوا بعدي، ودمي في بني خزيمة بن عامر، ودياتي (3) في سقيف فخذه ولأسقف نجران علي مأتا دينار فاقضها، ثم فاضت نفسه.
ومر أبو زمعة الأسود (4) برسول الله فأشار جبرئيل إلى بصره فعمي ومات، ومر به الأسود بن عبد يغوث فأشار جبرئيل إلى بطنه فلم يزل يستسقي حتى انشق بطنه، و مر العاص بن وائل فأشار جبرئيل إلى رجله فدخل عود في أخمص قدمه (5) وخرجت من ظاهره ومات، ومر ابن الطلاطلة فأرسل الله إليه جبرئيل فأشار إلى (6) وجهه فخرج إلى جبال تهامة فأصابته السمائم، ثم استسقى حتى انشق بطنه، وهو قول الله: " إنا

(1) الوكاء: رباط القربة ونحوها.
(2) في نسخة من المصدر: مضيقة.
(3) في المصدر المطبوع: ديانى، ولعله الصحيح، وفي نسخة مخطوطة. رياتى (رثاثى خ ل) والظاهر أن فيهما تصحيفا. قوله: سقيف بالسين، هكذا في نسخة المصنف وسائر النسخ المطبوعة والمخطوطة، وفى المصدر المطبوع ونسختين مخطوطتين والبرهان: ثقيف بالثاء المثلثة.
(4) هكذا في نسخة المصنف وسائر النسخ، وأبو زمعة هو الأسود بن المطلب، وقد تقدم ذكره، ففيه تكرار، وفى نسخ المصدر جميعها: ربيعة بن الأسود، والظاهر أن كليهما مصحفان، ولعل الصحيح: زمعة بن الأسود، وهو: ابن الأسود بن المطلب، وتقدم في صدر الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا عليه وعلى أبيه في قوله. " اللهم أعم بصره، وأثكله بولده " ولكن هذا ينافي ما يأتي بعد ذلك من قتله ببدر فتأمل.
(5) في المصدر: فأشار جبرئيل إلى رجليه فدخل عود في أخمص قدميه.
(6) فأشار جبرئيل إلى وجهه خ ل.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410