بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٤٣
فيأتيها بنوها فيسألون الادم وليس عندهم تفسير العياشي: فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي (صلى الله عليه وآله) فتجد فيها سمنا، فما زال تقيم لها ادم بيتها حتى عصرته (1)، فأتت النبي (صلى الله عليه وآله) فقال:
عصرتيها؟ قالت: نعم، قال: لو تركتيها ما زال مقيما (2).
بيان: لمظ وتلمظ: تتبع بلسانه الطعام في فمه، أو أخرج لسانه فمسح به شفتيه.
30 - إعلام الورى: من معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) حديث شاة أم معبد، وذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما هاجر من مكة ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة، ودليلهم عبد الله ابن أريقط الليثي فمروا على أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة تحتبي (3) وتجلس بفناء الخيمة فسألوا تمرا أو لحما ليشتروه، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وإذا القوم مرملون، فقالت لو كان عندنا شئ ما أعوزكم القرى، فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كسر خيمتها فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد قالت، شاة خلفها الجهد عن الغنم، فقال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك، قال: أتأذنين في أن أحلبها؟ قالت: نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها، فدعا رسول الله بالشاة فمسح ضرعها، وذكر اسم الله، وقال:؟ " اللهم بارك في شاتها " فتفاجت و درت (4)، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإناء لها يريض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علته الثمال، فسقاها فشربت حتى رويت، ثم سقى أصحابه فشربوا حتى رووا، فشرب آخرهم وقال:
" ساقي القوم آخرهم شربا " فشربوا جميعا عللا بعد نهل حتى أراضوا، ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء فغادره عندها، ثم ارتحلوا عنها، فقلما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا هزلى مخهن قليل، فلما رأى اللبن قال: من أين لكم هذا والشاء (5) عازب ولا حلوبة

(١) في المصدر: عصرتها.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١: ١١٧ و 118 و 121. فيه ما زالت مقيمة.
(3) احتبى بالثوب: اشتمل به. جمع بين ظهره وساقية بثوب.
(4) تفاجت أي فتحت ما بين رجليها. قوله: درت لبنها وجرى.
(5) الشاء جمع الشاة.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410