بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٥١
وفي قوله تعالى: " وإن كادوا ليستفزونك " أي أن المشركين أرادوا أن يزعجوك (1) من أرض مكة بالاخراج، وقيل: عن أرض المدينة، يعني اليهود، وقيل: يعني جميع الكفار أرادوا أن يخرجوك من أرض العرب، وقيل: معناه ليقتلونك " وإذا لا يلبثون أي لو أخرجوك لكانوا لا يلبثون بعد خروجك " إلا " زمانا " قليلا " ومدة يسيرة، قيل: وهي المدة بين خروج النبي (صلى الله عليه وآله) من مكة وقتلهم يوم بدر، والصحيح أن المعنيين في الآية مشركو مكة: وأنهم لم يخرجوا النبي (صلى الله عليه وآله) من مكة، ولكنهم هموا بإخراجه، ثم خرج (صلى الله عليه وآله) لما امر بالهجرة، وندموا على خروجه، ولذلك ضمنوا الأموال في رده ولو أخرجوه لاستؤصلوا بالعذاب، ولماتوا طرا (2).
وفي قوله تعالى: " أليس الله تقرير، يعني به محمدا (صلى الله عليه وآله) يكفيه عداوة من يعاديه " ويخوفونك " كانت الكفار يخيفونه بالأوثان التي كانوا يعبدونها، قالوا: أما تخاف أن يهلكك آلهتنا، وقيل: إنه لما قصد خالد لكسر العزى بأمر النبي (صلى الله عليه وآله) قالوا: إياك يا خالد فبأسها شديد، فضرب خالد أنفها بالفأس فهشمها، فقال:
كفرانك يا عزى لا سبحانك، سبحان من أهانك (3).
1 - تفسير علي بن إبراهيم: " فكف أيديهم عنكم " يعني أهل مكة من قبل أن فتحها، فكف أيديهم بالصلح يوم الحديبية (4).
2 - تفسير علي بن إبراهيم: " حجابا مستورا " يعني يحجب الله عنك الشياطين (5) " أكنة " أي غشاوة أي صمما " نفورا " قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا صلى تهجد بالقرآن وتسمع (6) له قريش لحسن صوته، فكان إذا قرأ " بسم الله الرحمن الرحيم " فر وا عنه (7).
3 - تفسير علي بن إبراهيم: " وإن كادوا ليستفزونك من الأرض " يعني أهل مكة " إلا قليلا ".

(1) أزعجه: قلعه من مكانه وطرده.
(2) مجمع البيان 6: 432 و 433.
(3) مجمع البيان 8: 499. وزاد فيه: إني رأيت الله قد أهانك.
(4) تفسير القمي: 151.
(5) أراد بالشياطين شياطين الانس وهم الذين لا يؤمنون، أو الأعم.
(6) في المصدر: ويستمع قريش.
(7) تفسير القمي: 382.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410