بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٥٦
حتى أثكله الله عز وجل ولده يوم بدر ثم مات، وأما الحارث بن الطلاطلة فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: أنا الحارث، فغضبوا عليه فقتلوه، وهو يقول: قتلني رب محمد، وأما الأسود بن الحارث فإنه أكل حوتا مالحا فأصابه العطش (1) فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، وهو يقول:
قتلني رب محمد، كل ذلك في ساعة واحدة، وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا له: يا محمد ننتظر بك الظهر، فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك، فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) منزله فأغلق عليه بابه مغتما بقولهم، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) ساعته فقال له: يا محمد السلام يقرأ عليك السلام وهو يقول: " فاصدع بما تؤمر " يعني أظهر أمرك لأهل مكة وادع " وأعرض عن المشركين " قال: يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني؟ قال له: " إنا كفيناك المستهزئين " قال: يا جبرئيل كانوا عندي الساعة بين يدي، فقال: قد كفيتهم، فأظهر أمره عند ذلك.
قال الصدوق رحمه الله: والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وقد أخرجته بتمامه في آخر الجزء الرابع من كتاب النبوة (2).
بيان: النبل بالفتح: السهام العربية، وراش السهم يريشه ألزق عليه الريش، و الشظية بفتح الشين وكسر الظاء المعجمة وتشديد الياء: الفلقة من العصا ونحوها، و الأكحل: عرق في اليد يفصد، وكداء بالفتح والمد: الثنية العليا بمكة مما يلي المقابر وهو المعلى، وكدا بالضم والقصر: الثنية السفلى مما يلي باب العمرة، ويقال: دهده الحجر فتدهده أي دحرجه فتدحرج.
10 - مناقب ابن شهرآشوب، الخرائج: روي، أن أبا جهل طلب غرته (3) فلما رآه ساجدا أخذ صخرة ليطرحها عليه ألزقها الله بكفه، ولما عرف أن لا نجاة إلا بمحمد سأله أن يدعو ربه

(١) عليه العطش خ ل. أقول: وفى المصدر: وأصابه غلبة العطش. وهو الصحيح.
(٢) الخصال 1: 134 و 135.
(3) الغرة بالكسر. الغفلة.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410