بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٥٣
أثبت الله يده إلى عنقه، ولا يدور الحجر بيده، فلما رجع إلى أصحابه سقط الحجر من يده (1)، ثم قام رجل آخر من رهطه أيضا فقال: أنا أقتله، فلما دنا منه فجعل يسمع قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فارعب فرجع إلى أصحابه فقال: حال بيني وبينه كهيئة الفحل يخطر بذنبه، فخفت أن أتقدم (2).
بيان: خطر البعير بذنبه كضرب: رفعه مرة بعد أخرى وضرب به فخذيه.
7 - تفسير علي بن إبراهيم: " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين " فإنها نزلت بمكة بعد أن نبئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثلاث سنين، وذلك أن النبوة نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الاثنين، وأسلم علي (عليه السلام) يوم الثلاثاء، ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم دخل أبو طالب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يصلي وعلي بجنبه، وكان مع أبي طالب جعفر فقال له أبو طالب: صل جناح ابن عمك، فوقف جعفر على يسار رسول الله فبدر رسول الله من بينهما: فكان يصلي رسول الله وعلي (عليه السلام) وجعفر وزيد بن حارثة و خديجة، فلما أتى لذلك ثلاث سنين أنزل الله عليه " اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين " وكان المستهزؤون برسول الله (صلى الله عليه وآله) خمسة: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن المطلب - وكان رسول الله دعا عليه (3) لما كان بلغه من إيذائه واستهزائه فقال: " اللهم أعم بصره وأثكله بولده " فعمي بصره، وقتل ولده ببدر - والأسود بن عبد يغوث (4)، والحارث بن طلاطلة الخزاعي، فمر الوليد بن المغيرة برسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه جبرئيل فقال جبرئيل: يا محمد هذا الوليد بن المغيرة وهو من المستهزئين بك قال: نعم، وقد كان مر برجل من خزاعة على باب المسجد وهو يريش نبالا له فوطئ على بعضها، فأصاب أسفل عقبه قطعة من ذلك فدميت، فلما مر بجبرئيل أشار إلى ذلك الموضع، فرجع الوليد إلى منزله ونام على سريره، وكانت ابنته نائمة أسفل منه فانفجر الموضع الذي أشار إليه جبرئيل أسفل عقبه، فسال منه الدم حتى صار إلى فراش ابنته، فانتبهت

(1) عن يده خ ل.
(2) تفسير القمي: 548.
(3) الضمير راجع إلى الأخير.
(4) في المصدر: وكذلك دعا على الأسود بن عبد يغوث.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410