بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٥٠
ظالمون " أي ماحل بهم من الخوف والجوع المذكورين (1) ومانا لهم يوم بدر وغيره من القتل (2).
وفي قوله: " وإذا قرأت القرآن " قال: نزل في قوم كانوا يؤذون النبي (صلى الله عليه وآله) بالليل إذا تلا القرآن وصلى عند الكعبة، وكانوا يرمونه بالحجارة ويمنعونه من دعاء الناس إلى الدين، فحال الله سبحانه بينهم وبينه حتى لا يؤذوه، عن الجبائي والزجاج " جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة " قال الكلبي: هم أبو سفيان والنضرين الحارث وأبو جهل وأم جميل امرأة أبي لهب، حجب الله رسوله عن أبصارهم عند قراءة القرآن، فكانوا يأتونه ويمرون به ولا يرونه " حجابا مستورا " قيل: أي ساترا، عن الأخفش، والفاعل قد تكون (3) في لفظ المفعول كالمشؤوم والميمون، وقيل: هو على بناء النسب، أي ذا ستر وقيل: مستورا عن الأعين لا يبصر، إنما هو من قدرة الله (4).
" وجعلنا على قلوبهم أكنة " الأكنة جمع كنان وهو ما وقى شيئا وستره قيل: كان الله يلقي عليهم النوم، أو يجعل في قلوبهم أكنة ليقطعهم عن مرادهم أو أنه عاقب هؤلاء الكفار الذين علم أنهم لا يؤمنون بعقوبات يجعلها في قلوبهم تكون موانع من أن يفهموا ما يستمعونه (5).
" ولوا على أدبارهم نفورا " قيل: كانوا إذا سمعوا " بسم الله الرحمن الرحيم " ولوا، وقيل: إذا سمعوا " لا إله إلا الله " (6).

(١) في المصدر: وعذابهم ما حل بهم من الجوع والخوف المذكورين في الآية المتقدمة.
(٢) مجمع البيان: ٦: ٣٨٩ و ٣٩٠.
(٣) في المصدر: قد يكون.
(٤) مجمع البيان: ٦: ٤١٨.
(٥) مجمع البيان ٤: ٢٨٥ و ٢٨٦. أقول: قال الشريف الرضى في مجازات القرآن: ١١٥:
وهذه استعارة، لأنه ليس هناك على الحقيقة كنان على قلب ولا وقر في سمع، وإنما المراد به أنهم لاستثقالهم سماع القرآن عند أمر الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله) بتلاوته على أسماعهم وافراغه في آذانهم كالذين على قلوبهم أكنة دون علمه، وفى آذانهم وقر دون فهمه، وان كانوا من قبل نفوسهم أوتوا، وبسوء اختيارهم اخذوا، ولو لم يكن الامر كذلك لما ذموا على اطراحه، ولمذروا بالاضراب عن استماعه.
(6) مجمع البيان 6: 418.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410