بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٦٥
إلى القوم، فكل من رمى سهما عاد السهم إليه فوقع فيه، جرحه بقدرة الله وبركة رسوله.
ودخل النبي (صلى الله عليه وآله) مع ميسرة إلى حصن من حصون اليهود ليشتروا خبزا وادما، فقال يهودي: عندي مرادك، ومضى إلى منزله وقال لزوجته: اطلعي إلى عالي الدار، فإذا دخل هذا الرجل فارمي هذه الصخرة عليه، فأدارت المرأة الصخرة، فهبط جبرئيل فضرب الصخرة بجناحه، فخرقت الجدار وأتت تهتز كأنها صاعقة، فأحاطت بحلق الملعون، وصارت في عنقه كدور الرحى (1)، فوقع كأنه المصروع، فلما أفاق جلس وهو يبكي، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): ويلك ما حملك على هذا الفعال؟ فقال: يا محمد لم يكن لي في المتاع حاجة، بل أردت قتلك، وأنت معدن الكرم، وسيد العرب والعجم، اعف عني فرحمه النبي (صلى الله عليه وآله) فانزاحت الصخرة عن عنقه.
جابر وابن عباس: قال رجل من قريش لأقتلن محمدا، فوثب به فرسه فاندقت رقبته، واستغاث الناس إلى معمر بن يزيد وكان أشجع الناس ومطاعا في بني كنانة، فقال لقريش: أنا أريحكم منه، فعندي عشرون ألف مدجج، فلا أرى هذا الحي من بني هاشم يقدرون على حربي، فإن سألوني الدية أعطيتهم عشر ديات ففي مالي سعة، وكان يتقلد بسيف طوله عشرة أشبار في عرض شبر، فأهوى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بسيفه وهو ساجد في الحجر، فلما قرب منه عثر بدرعه فوقع ثم قام وقد ادمي وجهه بالحجارة، وهو يعدو أشد العدو حتى بلغ البطحاء فاجتمعوا إليه وغسلوا الدم عن وجهه وقالوا: ماذا أصابك فقال: المغرور والله من غررتموه، قالوا: ما شأنك؟ قال: دعوني تعد إلي نفسي، ما رأيت كاليوم، قالوا: ماذا أصابك؟ قال: لما دنوت منه وثب إلي من عند رأسه شجاعان أقرعان ينفخان بالنيران.
وروي أن كلدة بن أسد رمى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمزراق (2) وهو بين دار عقيل وعقال فعاد المزراق إليه فوقع في صدره، فعاد فزعا وانهزم، وقيل له: ما لك؟ قال: ويحكم أما

(1) كحجر الرحى.
(2) المزراق: الرمح القصير.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410