بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٤٨
القرآن عضين " جزءا جزءا (1) فقالوا: سحر، وقالوا: أساطير الأولين، وقالوا: مفترى عن ابن عباس (2).
وفي قوله تعالى: " إنا كفيناك المستهزئين " أي كفيناك شر المستهزئين واستهزائهم بأن أهلكناهم، وكانوا خمسة نفر من قريش: العاص بن وائل، والوليد بن المغيرة، وأبو زمعة وهو الأسود بن المطلب، والأسود بن عبد يغوث، والحارث بن قيس، عن ابن عباس وابن جبير، وقيل: كانوا ستة رهط عن محمد بن ثور، وسادسهم: الحارث بن الطلاطلة، و أمه غيطلة (3)، قالوا: وأتى جبرئيل النبي (صلى الله عليه وآله) والمستهزؤون يطوفون بالبيت، فقام جبرئيل ورسول الله إلى جنبه، فمر به الوليد بن المغيرة المخزومي فأومأ بيده إلى ساقه، فمر الوليد على فنن (4) لخزاعة وهو يجر ثيابه، فتعلقت بثوبه شوكة فمنعه الكبر أن يخفض رأسه فينزعها، وجعلت تضرب ساقه فخدشته فلم يزل مريضا حتى مات، ومر به العاص بن وائل السهمي فأشار جبرئيل إلى رجله فوطئ العاص على شبرقة (5) فدخلت في أخمص رجله، فقال: لدغت، فلم يزل يحكها حتى مات، ومر به الأسود بن المطلب ابن عبد مناف فأشار إلى عينه فعمى، وقيل: رماه بورقة خضراء فعمى، وجعل يضرب رأسه على الجدار حتى هلك، ومر به الأسود بن عبد يغوث فأشار إلى بطنه فاستسقى فمات

(١) في المصدر: جزأوه أجزاء.
(٢) مجمع البيان ٦: ٣٤٤ و ٣٤٥. أقول: أضاف الشريف الرضى قدس الله روحه في كتاب مجازات القرآن: ١٠٤ وجها آخر وهو أن يكون معنى عضين معنى الكذب، قال: وأما التأويل الاخر هو أن يكون معناها على ما قال بعض المفسرين معنى الكذب، قال: وهو جمع عضة: ومعناها الكذب والزور، وقد ذكر ثقات أهل اللغة في العضة وجوها، فقالوا: العضة:
النميمة والعضة: الكذب، وجمعه عضون، مثل عزة وعزين، والعضة: السحر، والعاضة: الساحر، وقد يجوز أن يكون جعلوا القران عضين، جمع عضة من السحر، أي جعلوه سحرا وكهانة، كما قال سبحانه حاكيا عنهم: " ان هذا الا سحر يؤثر * إن هذا الا سحر مبين ".
(3) في المصدر: عيطلة بالعين المهملة.
(4) في المصدر: فمر على قين. والقين: العبد. وفى مفاتيح الغيب: فمر بنبال فتعلق بثوبه سهم فلم ينعطف تعظما لاخذه فأصاب عرقا في عقبه فقطعه فمات.
(5) شبرقة: شجر منبته نجد وتهامة، وثمرته شاكة صغيرة الحجم حمراء مثل الدم، منبتها القيعان والسباخ. وفي المصدر: فوطئ العاص على شوكة.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410