بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٨ - الصفحة ٦٤
فجعل يضربني، فضربت أم الفضل على رأسه بعمود الخيمة، فلقت (1) رأسه شجة منكرة فعاش سبع ليال، وقد رماه الله بالعدسة (2)، ولقد تركه ابناه ثلاثا لا يدفنانه، وكانت قريش تتقي العدسة فدفنوه بأعلى مكة على جدار، وقذفوا عليه الحجارة حتى واروه.
ونزل قوله تعالى: " لقد حق القول (3) " الآيات في أبى جهل، وذلك أنه كان حلف لئن رأى محمدا يصلي ليرضخن رأسه، فأتاه وهو يصلي ومعه حجر ليد مغنه (4)، فلما رفعه أثبتت يده إلي عنقه ولزق الحجر بيده، فلما عاد إلى أصحابه وأخبرهم بما رأى سقط الحجر من يده، فقال رجل من بني مخزوم: أنا أقتله بهذا الحجر فأتاه وهو يصلي ليرميه بالحجر فأغشى الله بصره، فجعل يسمع صوته ولا يراه، فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه ما صنعت؟ فقال: ما رأيته، ولقد سمعت صوته، وحال بيني وبينه كهيئة الفحل يخطر (5) بذنبه، لو دنوت منه لأكلني.
ابن عباس في قوله: " وجعلنا من بين أيديهم سدا (6) ":
إن قريشا اجتمعت فقالت: لئن دخل محمد لنقومن إليه قيام رجل واحد، فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل الله من بين أيديهم سدا فلم يبصروه، فصلى (صلى الله عليه وآله) ثم أتاهم فجعل ينثر على رؤوسهم التراب وهم لا يرونه، فلما جلى عنهم رأوا التراب فقالوا: هذا ما سحر كم ابن أبي كبشة.
ولما نزلت الأحزاب على المدينة عبئ أبو سفيان سبعة آلاف رام كوكبة (7) واحدة ثم قال: ارموهم رشقا واحدا، فوقع في أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) سهام كثيرة، فشكوا ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فلوح إلى السهام بكمه، ودعا بدعوات فهبت ريح عاصفة فردت السهام

(1) في المصدر: ففلقت.
(2) العدسة: بثرة تخرج في الجسد وهي من الطاعون تقتل صاحبها (3) يس: 7.
(4) في المصدر: ليدمغه.
(5) أي رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذيه.
(6) خطر بزنبه يس: 9.
(7) كركبة واحدة خ ل.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 الباب 6: معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى والتكلم معهم وشفاء المرضى وغيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع 1
3 الباب 7: وهو من الباب الأول وفيه ما ظهر من إعجازه صلى الله عليه وآله في بركة أعضائه الشريفة وتكثير الطعام والشراب 23
4 الباب 8: معجزاته صلى الله عليه وآله في كفاية شر الأعداء 45
5 الباب 9: معجزاته صلى الله عليه وآله في استيلائه على الجن والشياطين وإيمان بعض الجن 76
6 الباب 10: وهو من الباب الأول في الهواتف من الجن وغيرهم بنبوته صلى الله عليه وآله 91
7 الباب 11: معجزاته في إخباره صلى الله عليه وآله بالمغيبات، وفيه كثير مما يتعلق بباب إعجاز القرآن 105
8 الباب 12: فيما أخبر بوقوعه بعده صلى الله عليه وآله 144
9 * أبواب أحواله صلى الله عليه وآله من البعثة إلى نزول المدينة * الباب 1: المبعث وإظهار الدعوة وما لقي صلى الله عليه وآله من القوم وما جرى بينه وبينهم وجمل أحواله إلى دخول الشعب وفيه إسلام حمزة رضي الله عنه وأحوال كثير من أصحابه وأهل زمانه 148
10 الباب 2: في كيفية صدور الوحي ونزول جبرئيل عليه السلام وعلة احتباس الوحي، وبيان أنه صلى الله عليه وآله هل كان قبل البعثة متعبدا بشريعة أم لا 244
11 الباب 3: إثبات المعراج ومعناه وكيفيته وصفته وما جرى فيه ووصف البراق 282
12 الباب 4: الهجرة إلى الحبشة وذكر بعض أحوال جعفر والنجاشي رحمهما الله 410